«داعش» فى أفريقيا

«داعش» فى أفريقيا

«داعش» فى أفريقيا

 لبنان اليوم -

«داعش» فى أفريقيا

عمار علي حسن

هناك من ينظر إلى «داعش»، كما كان ينظر إلى القاعدة، بالعين ذاتها التى ترى «شركات متعددة الجنسيات» تتناثر حول مقرها الرئيسى فروع فى دول عدة. فـ«داعش» إن كان مركزه العراق، لأنه الطور الرابع من جماعة «التوحيد والجهاد» التى أنشأها أبومصعب الزرقاوى هناك، ثم صار «تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين» وتحور بعدها إلى «إمارة العراق الإسلامية» وبعدها اشتد ساعده وقويت شوكته ليصير «الدولة الإسلامية فى العراق والشام». ومن هذا المركز بدأ التنظيم يجذب إليه جماعات فى قارات عدة ومنها أفريقيا.

وفى القارة السمراء يضم «داعش» تنظيمات صغيرة أعلنت ولاءها له وانحدرت تحته راضية، مثل تنظيم «أنصار بيت المقدس» فى شبه جزيرة سيناء المصرية الذى جاء جزء منه من قطاع غزة واندمج مع جماعة «التوحيد والجهاد» المحلية.

وتوجد «جند الخليفة» فى الجزائر، وهى كانت جماعة تابعة للقاعدة ضمن فرعه الذى يسمى: «تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الإسلامى»، لكنها لم تلبث أن انشقت عن القاعدة وأعلنت على لسان أمير منطقة الوسط خالد أبوسليمان مبايعة داعش، لتدخل بعدها فى صراع ضد الدولة لا يزال مستمراً رغم فقدانها بعض مقاتليها على رأسهم قائدها قورى عبدالمالك، الذى قتله الجيش الجزائرى فى مواجهات دامية بين الطرفين، وهذه الجماعة مسئولة عن قتل أحد الرهائن الفرنسيين فى سبتمبر من العام الماضى.

وهناك تنظيم «أنصار الشريعة» فى تونس الذى نفذ عمليات إرهابية ضد الجيش فى جبل الشعانبى، وكان وراء الهجوم على متحف باردو فى 18 مارس من العام الحالى، والذى قتل فيه ثلاثة وعشرون شخصاً وأصيب خمسون آخرون. ويوجد بتونس أيضاً تنظيم «كتيبة عقبة بن نافع» الذى انشق عن تنظيم القاعدة وبايع داعش، ويتبنى أفكاراً «سلفية جهادية».

أما تنظيم داعش فى ليبيا فيضم بين صفوفه آلاف المقاتلين من بلدان شمال أفريقيا وغيرها، ويحاول أن يتمدد إلى مصر شرقاً، وتونس والجزائر غرباً، وهو المسئول عن ذبح مصريين وإثيوبيين والدخول فى معارك طاحنة ضد الجيش وجماعات أخرى ثورية ودينية.

وبينما يغازل «داعش» تنظيم «حركة الشباب» فى الصومال كى ينضم إليه فإنه تمكن من الحصول على بيعة من «بوكو حرام» فى نيجيريا، وهى إن كانت لا تعنى انضواء هذا التنظيم الذى ارتكب جرائم بشعة ضد نيجيريين من المسلمين والمسيحيين وكذلك أجانب، فإنها ستوفر لـ«داعش» مكاناً آمناً للتدريب، وتخزين السلاح، وتجنيد المرتزقة، وجذب السلفيين الجهاديين، وتيسير التحرك شرقاً نحو السودان، حيث صدر تقرير للجنة تابعة للأمم المتحدة تحذر من تحول إقليم دارفور إلى ملاذ آمن للإرهابيين، وشمالاً نحو غانا والسنغال وصولاً إلى موريتانيا والمغرب. وقد سبق لـ«داعش» أن أعلن السودان ودول شمال أفريقيا ولايات تابعة له، من الناحية النظرية على الأقل.

وفى مالى تمكنت جماعة متطرفة، تحمل أفكار تنظيم «داعش» وتسلك طريقه الدموى والتخريبى، من اقتطاع جزء من أرض البلاد فى مطلع عام 2013 وأعلنت عليها إمارة إسلامية، ثم بدأت تزحف نحو العاصمة مدمرة فى طريقها الآثار الإسلامية ومستولية على أماكن تمركز الجيش ومؤسسات الدولة، لكن الغرب تدخل سريعاً، خاصة فرنسا، التى حصلت على شبه تفويض دولى بالتصدى لهذه الجماعة، وتمكنت من هزيمتها، وأبقت على نحو ثلاثة آلاف جندى فرنسى هناك، فيما تنسق أمنياً مع النيجر وبوركينا فاسو والجزائر، للحيلولة دون أن تجد هذه الجماعة ملاذاً آمناً على أرض مالى.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«داعش» فى أفريقيا «داعش» فى أفريقيا



GMT 18:40 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أسقط الركن الثالث

GMT 18:39 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

بين القوانين والإعلانات والأخلاق

GMT 18:38 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

عام «سَوْقَنَة» القضايا

GMT 18:37 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتية الإيرانية في انتظار الاختبار الصعب

GMT 18:18 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

2026... عام التوضيحات؟

GMT 18:14 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

العراق ما بين تاريخين

GMT 18:13 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

يحمل اسم زويل

GMT 18:12 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

هند رستم.. الأنوثة قبل الإغراء دائمًا!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 18:08 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 لبنان اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 17:24 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح
 لبنان اليوم - الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 22:30 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:17 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 13:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:23 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

حريق كبير في بينو العكارية اللبنانية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon