التحقيق الفوري

التحقيق الفوري

التحقيق الفوري

 لبنان اليوم -

التحقيق الفوري

عمرو الشوبكي

حادث الضبعة الإرهابى لم يسقط فيه فقط ضابط شرطة و4 مجندين، إنما أيضا 4 مواطنين أبرياء تصادف وجودهم أثناء الحادث، وأكدت كل المصادر الصحفية وشهود العيان أنهم لم تكن لهم علاقة بالحادث الإرهابى.

قرار النائب العام بحظر النشر فى القضية يمكن فهمه فى إطار وجود نية للتحقيق الشفاف فى هذا الحادث، ومعرفة أسباب الخلل الجسيم والمتكرر فى الأداء الشرطى بعيدا عن ضغوط الرأى العام، وبسببه سقطت أعداد كبيرة من رجال الأمن فى الكمائن الثابتة، وأيضا أبرياء يتم اعتقالهم أو قتلهم بالخطأ.

حادث الضبعة الإرهابى سقط على إثره الرائد الشهيد طارق محمد سامح مباشر و4 مجندين، وهو أمر تكرر من قبل مع كمائن عدة ثابتة للجيش والشرطة.

والسؤال الذى يجب أن يُطرح: هل نحن بحاجة إلى تعريف جديد لمعنى التأمين الثابت؟ الإجابة نعم، وهو لا يعنى اختفاء هذه الكمائن، إنما تقليلها وإيجاد حلول حاسمة فى اتجاه وضع صيغ للتدخل الأمنى السريع فى مواجهة أى حادثة إرهابية. فطالما أن مصر ليست العراق التى أصبح فيها الإرهاب تعبيرا عن حالة انقسام مجتمعى واقتتال أهلى، وبالتالى وضعت على كل حواجزها الأمنية أجهزة للكشف عن المتفجرات رغم كلفتها العالية، وهو أمر لا نعرفه فى مصر، صحيح أننا نعانى من انقسام مجتمعى جزئى، ولكن ليس اقتتالا أهليا، وأن الجماعات الإرهابية لا تجد لها حاضنة شعبية تذكر، وبالتالى الأولوية لن تكون فى زيادة عدد الكمائن الثابتة، إنما فى وجود شبكات للمراقبة قادرة على الإبلاغ الفورى عن أى تحرك إرهابى أو عناصر مشتبه فيها، بصورة تجعل حضور قوات الأمن بشكل فورى.

لم نر مواجهة واحدة مع الإرهابيين حضرت فيها التعزيزات الأمنية فى وقت مناسب، وفى كل مرة تستمر الاشتباكات لعشرات الدقائق، وأحيانا لساعة، ولا نرى أى قدرة على التحرك السريع من قبل أجهزة الأمن فى مواجهة الإرهابيين، أو حتى مطاردتهم فى الوقت المناسب وإلقاء القبض عليهم، إنما هناك فى كل مرة سيناريو متكرر: اعتداء إرهابى وهروب الإرهابيين.

بالتأكيد هناك خلل فى المنظومة الأمنية رغم صعوبة التحديات، ورغم الضغط الكبير الواقع على رجال الشرطة إلا أن ارتفاع عدد الضحايا وسقوط مزيد من الشهداء من أفضل شباب مصر (الشهيد الرائد طارق سامح واحد منهم) أمر يحتاج إلى تحقيق فى هذا الحادث، وإلى مراجعة الأساليب الأمنية المتبعة على الكمائن الثابتة وغيرها، ويفتح الباب أمام تغيير حقيقى وإصلاح مهنى عميق فى مستويات التدريب وفى وسائل جمع المعلومات وفى طريقة التعامل مع المواجهات الإرهابية الفجائية.

أن تستهدف الجماعات الإرهابية بخسة وخلسة ضباط جيش أو شرطة أثناء تنقلهم بسيارة خاصة أو عامة أمر تكون فرص التعامل الأمنى السريعة معه ضعيفة، أما استهداف موقع ثابت بكامل معداته ووسائل اتصالاته ولا تكون هناك فرص للنيل من الإرهابيين ووصول تعزيزات فورية أو حصار فورى لموقع العملية أمر يعكس خللا كبيرا فى الأداء الأمنى.

حادث الضبعة لم يسقط فيه شهداء فقط من رجال الشرطة، إنما أيضا مدنيون أبرياء وهرب الجناة الإرهابيون، ونحن فى حاجة إلى تحقيق فورى وشفاف يعلن على الرأى العام حقيقة ما جرى، ويعترف بشجاعة بأوجه الخلل والقصور ويعالجها، لأن سلوك مؤسسات الدول غير القبيلة، فالأولى تعترف بأخطائها لأن هدفها هو التصحيح والتقدم ولا تتعامل مع خصومها بشكل ثأرى، إنما من خلال الدستور والقانون. وهذا ما نتمنى أن نراه قريبا فى مصر.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التحقيق الفوري التحقيق الفوري



GMT 18:40 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أسقط الركن الثالث

GMT 18:39 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

بين القوانين والإعلانات والأخلاق

GMT 18:38 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

عام «سَوْقَنَة» القضايا

GMT 18:37 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتية الإيرانية في انتظار الاختبار الصعب

GMT 18:18 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

2026... عام التوضيحات؟

GMT 18:14 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

العراق ما بين تاريخين

GMT 18:13 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

يحمل اسم زويل

GMT 18:12 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

هند رستم.. الأنوثة قبل الإغراء دائمًا!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 18:08 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 لبنان اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 17:24 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح
 لبنان اليوم - الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 22:30 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:17 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 13:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:23 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

حريق كبير في بينو العكارية اللبنانية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon