مظاليم وراء القضبان

مظاليم وراء القضبان

مظاليم وراء القضبان

 لبنان اليوم -

مظاليم وراء القضبان

عمرو الشوبكي

يقينا هناك من اعتقل نتيجة تورطه فى ممارسة عنف أو التحريض عليه، ولكن يقينا أيضا هناك من اعتقل ولم تكن له علاقة بأى عنف، ومازال خلف القضبان، بل إن بعض هؤلاء قابلتهم بنفسى، وأكاد أجزم أن بعضهم من مؤيدى النظام الحالى (لأول مرة نجد نظاما يعتقل أنصاره) ومن رافضى حكم الإخوان، وتابعت حالتهم مع صديقنا جورج إسحاق، ممثلا عن المجلس القومى لحقوق الإنسان، فهذه السيدة التى جاءت من الشرقية، بعد أن اعتقل ابنها الطالب فى كلية طب الأسنان، والذى لم ينتم لجماعة الإخوان المسلمين، بل تعرضت للاعتداء من سيدة إخوانية أثناء زيارتها لابنها، لأنها رفضت أن يوظف كورقة فى مواجهة النظام الحالى، وهناك شاب آخر من الشرقية أيضا، وأمين حزب الكرامة هناك، واعتقل فى عهد مرسى، وحكم عليه بالسجن، ومازال منذ عام ينتظر مثل كثيرين حكم محكمة النقض.

لا يجب أن يبقى واحد، ولو معارض، خلف القضبان نتيجة تجاهل غير مبرر لأوضاعهم القانونية، ودون حكم قضائى، مادام لم يحرض ولم يمارس العنف ولم ينتهك الدستور والقانون.

أحد هؤلاء، وهو عضو فى هيئة تدريس إحدى الجامعات المصرية، أرسل لى رسالة مؤثرة تحكى مأساته جاء فيها: تم اعتقالى عشوائيا من حرم الجامعة، بعدما أنهيت محاضراتى فى الكلية، وخرجت متوجها إلى بيتى، وإذا بى أفاجأ بأمين شرطة بزى مدنى يلقى القبض علىَّ، لأن تليفونى كانت عليه صور إحدى قنابل الغاز التى ألقيت على مدخل الكلية، والتى كنت قد تلقيتها على البلوتوث من أحد زملائى، واحتفظت بها على أنها شعار للمرحلة، مكثت فى المعتقل قرابة شهرين منها 13 يوما فى معسكر السلام للأمن المركزى و18 يوما فى قسم ثان مدينة نصر وباقى الأيام فى أبى زعبل، ثم تم إخلاء سبيلى بكفالة، وأنا متهم بـ 16 تهمة كل تهمة منها تحتاج إلى بلطجى عتل ليقوم بها منها حرق مدرعتى شرطة واعتداء على ضابط وسرقة سلاح ميرى ووو... ذهب زملائى جميعا للشهادة فى النيابة، ومنهم رئيس القسم وعميد الكلية، وقدما مذكرة رسمية تحمل إمضاء العميد ورئيس القسم بأنى كنت متواجدا بالكلية، ولم أشارك فى أى أحداث، لكن دون جدوى، أنا الآن استطعت أن أسافر إلى ألمانيا لإتمام دراستى العليا، بعد حفظ القضية، حيث إنى كنت قد حصلت على بعثة دراسية من الهيئة الألمانية للتبادل العلمى بوصفى من أفضل ثلاثة عشر باحثا شابا على مستوى الجمهورية وفقا للمعايير التى وضعتها الهيئة الألمانية ووزارة التعليم العالى. هذه قصتى، وأنا لا أتحدث بالنسبة لى، فقد كان فى زنزانتى فى أبى زعبل ما يزيد على 67 معتقلا اعتقلوا اعتقالا عشوائيا منهم حوالى 15 طالب طب و25 طالب هندسة وحوالى 7 صيدلة و5 لغات وترجمة، والباقى متوزعون على كليات الجامعة، واللافت أن معظمهم من أوائل دفعهم، فضلا عن طبيبين بشريين، ومنهم من حكم عليه بـ 5 سنوات، ومنهم من حكم عليه بـ 3 سنوات، أرجوك أن تفعل شيئا من أجل هؤلاء الطلاب ليس من بينهم أكثر من 5 طلاب يتبعون للإخوان، والباقى ليس له أى توجه سياسى، لكم حلموا بالتخرج ونفع بلادهم. لو ضاع مستقبل هؤلاء الطلاب فسيكونون قنابل موقوتة ضد الوطن، بعد خروجهم، ولن يستطيع أحد أن يلومهم، لقد ضُربوا وأهينوا وأهدرت كرامتهم وإنسانيتهم وغير ذلك الكثير. لو حضرتك طلبت شهادتى على أحداث التعذيب فى أى من الأماكن المذكورة، فأنا تحت أمرك، لكن طلبى ألا تذكر بياناتى ولا وظيفتى، ويمكن أن تكتفى بكتابة عضو هيئة تدريس بإحدى الجامعات. تحياتى وفى انتظار الرد.

وللأسف، لا رد.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مظاليم وراء القضبان مظاليم وراء القضبان



GMT 17:17 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

ميلاد مجيد محاصر بالتطرف

GMT 17:16 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حكومة العالم

GMT 17:15 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

هل انتهى السلام وحان عصر الحرب؟!

GMT 17:15 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟

GMT 17:13 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مقتل الديموغرافيا

GMT 17:12 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مبدأ أثير لدى ساكن البيت الأبيض

GMT 17:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماذا تبقى من ذكرى الاستقلال في ليبيا؟

GMT 17:10 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظاهرة الأصولية وحالة «التأقلم الماكر»

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 22:30 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:17 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 13:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:23 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

حريق كبير في بينو العكارية اللبنانية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon