قطر «كامب ديفيد» جديدة

قطر.. «كامب ديفيد» جديدة

قطر.. «كامب ديفيد» جديدة

 لبنان اليوم -

قطر «كامب ديفيد» جديدة

محمود مسلم

استسلام قطر للمصالحة مع مصر وإلغاؤها قناة «الجزيرة مباشر» يمثل خطوة للأمام، لكن يجب على الدولة المصرية، وهى تستجيب للمبادرة السعودية ألا تأمن مكر الدوحة، وأن تعتبر المصالحة مثل اتفاقية «كامب ديفيد» مع إسرائيل والتى تمت برعاية أمريكية فقد صالحت القاهرة تل أبيب، لكنها ظلت طوال الوقت يقظة ومستعدة لمكائد واستعدادات العدو، بدليل أن قطر قد تصالحت مع مبارك الذى زار الدوحة قبل ثورة يناير بشهرين، لكن القطريين باعوا الرئيس الأسبق فى الثورة، وكانت «الجزيرة» أول من أطلقت عليه «المخلوع» رغم ما بذله من جهد فى المصالحة بين السعودية وقطر من قبل.

لقد انقلبت قطر على السعودية بعد المصالحة، وكررت ذات السيناريو مع مصر مما يؤكد أن حكامهم لا عهد ولا وعد لهم مثل الإخوان تماماً، كما أن قطر استعدت كل شعوب المنطقة وعملت على تفتيتها وتقسيمها من الداخل، بل وإراقة الدماء من سوريا إلى فلسطين حتى العراق وليبيا وتونس واليمن ومصر لتنفيذ خطة أمريكية بمعاونة تركيا التى انحازت إليها قطر على حساب العرب أشقائها السابقين، وبالمناسبة فإن الدوحة دعمت عدة قنوات فضائية بتركيا منها: «الشرق ومكملين ورابعة ومصر الآن والشرعية» وسربت معظم العاملين فى «الجزيرة مباشر مصر» بضيوفهم إلى هناك، بل إن «تميم» ذهب لمقابلة «أردوغان» فى تركيا قبل إعلان المصالحة مع مصر.

تتعرض الدوحة لهزائم فى تونس «السبسى» وليبيا «حفتر» ومصر «السيسى» بالطبع ولضغوط خليجية من السعودية والإمارات والبحرين، لكنها ستظل تناور وتنفذ تعليمات الأمريكان بدليل مراوغتها أكثر من مرة فى تحقيق المصالحة مع مصر مثلما طردت بعض قيادات الإخوان ثم أعادتهم بالإضافة إلى مساندتها الدائمة للعصابة الإرهابية الخائنة واستضافتها لشيخ الإرهاب يوسف القرضاوى واستخدامه فى معاركها بالدول العربية المختلفة وتخبئته عندما احتجت السعودية والإمارات على تطاوله، ثم إعادته مرة أخرى ليهاجم مصر، وإذا كانت قطر جادة فى المصالحة، لتوقفت أولاً عن دعمها للإرهاب، وسلمت القرضاوى مع رفاقه من الإخوان إلى مصر لتأخذ العدالة مجراها.

تتحجج قطر فى فُجرها ضد مصر بعد ثورة «30 يونيو» بأنها طلبت لقاء قيادات الجماعة فى السجون لتنهى الأزمة، فاستدعت القاهرة مسئولاً إماراتياً لمرافقة وزير خارجية قطر، كما أن الأمير تميم دعا رئيس المخابرات السابق اللواء محمد فريد التهامى إلى زيارة الدوحة مرتين دون استجابة، وهى المرة الأولى، كما يزعم القطريون، التى يرفض فيها مسئول الاستجابة لدعوة أمير الدوحة، هذا بالإضافة إلى ضيقهم من تعرض الإعلام المصرى للإساءة للشيخة موزة والأسرة الحاكمة ونسى القطريون أو تناسوا أنهم بأموالهم ودعمهم السياسى للإخوان وقناتهم الحقيرة قد تسببوا فى إراقة دماء الشهداء من المصريين، وحاولوا إسقاط الدولة المصرية وجيشها العظيم كما فعلوا نفس الأمر فى ليبيا وتونس ودول عربية أخرى.

إذا كان من مصلحة الدولة المصرية الآن التجاوب مع مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بالتصالح مع قطر، فيجب ألا تغفل عين مصر عن مكائد ومؤامرات الدوحة، كما تفعل القاهرة مع تل أبيب منذ اتفاقية كامب ديفيد، خاصة أن قطر لها عملاء كثيرون داخل الأراضى المصرية وليس الإخوان فقط، استطاعت توظيفهم خلال السنوات الماضية لهدم الدولة بدليل أن أحد اجتماعات مجلس الوزراء فى عهد د. حازم الببلاوى قد تم تسريبه وبالتالى يجب اليقظة والحيطة حتى لا يتكرر سيناريو مبارك مرة أخرى.. تستسلم قطر مؤقتاً لكنها تنقض وقت اللزوم.. لذا يجب أن تكون المصالحة مع قطر بمثابة كامب ديفيد جديدة ليس أكثر ولا أقل!!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قطر «كامب ديفيد» جديدة قطر «كامب ديفيد» جديدة



GMT 19:59 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 19:58 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 19:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 19:56 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 19:55 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجيير الهزيمة

GMT 19:53 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا والخطر على الهوية الوطنية والسياسية

GMT 19:52 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا... «أطلس» يُحجّم ومونرو يُقدّم

GMT 19:51 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

الهجرة إلى التاريخ في زمن الهزائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 09:49 2022 الجمعة ,11 آذار/ مارس

عطور تُناسب عروس موسم ربيع وصيف 2022

GMT 16:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لتناول غذاء صحي ومتوازن في أماكن العمل

GMT 03:47 2012 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

تأجيل الاتفاق على الرقابة المصرفية لمنطقة اليورو

GMT 05:56 2012 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية الأردني: سنعالج ملف العمالة الوافدة كلها
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon