تلاسُن بين الفلسطينيين والسعوديين فتش عن قطر

تلاسُن بين الفلسطينيين والسعوديين.. فتش عن قطر

تلاسُن بين الفلسطينيين والسعوديين.. فتش عن قطر

 لبنان اليوم -

تلاسُن بين الفلسطينيين والسعوديين فتش عن قطر

بقلم : أحمد المصري

قاتلت منظمة التحرير الفلسطينية منذ نشأتها على جبهتين، الجبهة الأولى كانت صلب عملها وهدف تأسيسها وهو حركة الكفاح المسلح ضد الاحتلال الإسرائيلي الصهيوني لفلسطين، والجبهة الثانية كانت سياسية هدفها الوحيد نزع الاعتراف العربي ثم الدولي الشامل بأن المنظمة هي الممثل الشرعي والوحيد للقضية الفلسطينية.

في جبهتها النضالية لنيل حق الحصرية في تمثيل القضية الفلسطينية كانت المنظمة بقيادة رئيسها الراحل الرمز ياسر عرفات تواجه أعتى مراوغات العرب التاريخية بين رافض لتمثيل المنظمة قضية الشعب الفلسطيني أو حتى أن تكون شريكا في التمثيل، وبين نظم سياسية كانت تساوم دعمها للمنظمة لتمرير مواقفها القومية السياسية وأحيانا تثبيت شرعيتها في حكم شعوبها.

وكانت دول الخليج ممثلة بقياداتها الحقيقية (السعودية والكويت والإمارات) الداعم الحقيقي والمخلص للقضية الفلسطينية، وهذا موثق بالتاريخ لا بالإنشاء الفارغ.

ما نريد الوصول إليه أن المنظمة دفعت أثمانا باهظة كان من بينها الدم الفلسطيني المراق في نزاعات عربية ـ عربية تم حشر الفلسطينيين بها، وجهدا كبيرا استنزف طاقات المنظمة سنينا طويلة للحصول على حق تمثيل القضية الفلسطينية بكل تفاصيلها.

هذا يعني ببساطة أن المنظمة وأي من اشتقاقاتها التابعة مثل السلطة الوطنية الفلسطينية مثلا، هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني وقضيته، وهذا بالضرورة يعني أن الفلسطيني في أي ثورة غضب عليه ان يتوجه لمن واجه العالم ونازعه أحيانا في تمثيل قضيته، وهذا يعني أيضا أن العبث بعلاقات الفلسطينيين مع دول عربية لم توفر يوما دعمها للقضية وأهلها ليس إلا كمين تضافرت فيه كل قوى الخبث الإعلامي والسياسي لتحميل من لا يستحق العتب كل أوزار تقصير السلطة الفلسطينية.

قلنا في البداية أن أول أهداف تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية والتي كانت حاضنتها الأولى الكويت، وداعميها السعودية والإمارات دعما لوجه الله والقضية خالصين بلا شوائب، كان الكفاح المسلح كحركة مقاومة للاحتلال، وعليه فإن العودة إلى الهدف الأول بمنهجية مدروسة تعلن أول ما تعلن بطلان أوسلو وكل ما ترتب على أوسلو، ومن ضمن ذلك السلطة المنتهية الصلاحية، وترك الخيارات مفتوحة أمام إسرائيل ردا على الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة واشنطن إلى المدينة المقدسة، هذا التحرك “الطبيعي ” لوحده يوقف أي شبهة تطبيع بدلا من كيل الاتهامات جزافا في إعادة إنتاج لماكينة عزمي بشارة ـ وذبابه الإليكتروني على مواقع التواصل الاجتماعي ـ والذي احتضنته قطر وقد فاتها ان تدخل التاريخ مثل الكبار لتحضن حركة التحرير الفلسطينية ولم تبلغ الحلم آنذاك.

لا أحد غير الفلسطيني يمكن أن يضع حدا لكل هذا العبث في المتاجرة بقضيته عبر مضللي التواصل الاجتماعي، وقد انتحلوا أسماء سعودية غالبا لزرع الفتنة وتحويل القضية من حركة مقاومة شرعية للإحتلال إلى ساحة حرب أشقاء لا تبقي ولا تذر، تمهد الطريق ـ حسب وهمهم ـ لزارعي العتمة من تيارات إخوانية شقت الصف وميعت القضية بالتكفير المجاني لا أكثر.

هل تابع أحد الإعلام الرسمي السعودي وتصريحات وزير الخارجية السعودي؟ هل من متابع لما صرح به الشيخ محمد بن زايد عقب إعلان ترامب بنقل السفارة؟ ألا يكفي هذا لفرك عيون الشياطين المختبئة بالملح؟

لماذا لا يتحدث أحد عن علاقة قطر المباشرة بإسرائيل، والعلاقة الخاصة التي تتفوق على الرسمية بين الأمير الأب ووزير خارجيته “الأطلسي” حمد بن جاسم مع الكيان الصهيوني والزيارات والحفلات؟ لماذا الكيل بأكثر من مكيال في موضوع العلاقة بإسرائيل؟

لماذا يتم تحميل السعودية والإمارات ما ليسوا هم بمسؤولين عنه؟ ألم يصرح وزير خارجية السلطة المنتهية الصلاحية وهي بقايا التمثيل الشرعي الرسمي للقضية بان السلطة (وريثة المنظمة) مستمرة في العملية السلمية؟  فليس مطلوباً من العرب أن يكونو فلسطينيين اكثر من الفلسطينيين أنفسهم.

إذا كانت الفلسطيني (وممثله الشرعي) يسعى لا يزال إلى السلام مع نتنياهو، فلماذا لا يتم الحديث معه بدلا من توجيه سهام النقد إلى السعودية والإمارات؟ لا أجوبة طبعا، لأن الجواب يقيني واضح، فقط، إبحث عن قطر والاخوان.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تلاسُن بين الفلسطينيين والسعوديين فتش عن قطر تلاسُن بين الفلسطينيين والسعوديين فتش عن قطر



GMT 12:51 2018 الثلاثاء ,27 آذار/ مارس

السيسي وثورة بيضاء على إعلام "الثرثرة"

GMT 08:27 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

نظرية الأمن الإماراتية.. معادلة الطمأنينة

GMT 11:35 2018 الأربعاء ,17 كانون الثاني / يناير

الثائر في غير وقته

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 21:47 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

مسلحون يهاجمون مواقع الأمن العام بالهاون في السويداء
 لبنان اليوم - مسلحون يهاجمون مواقع الأمن العام بالهاون في السويداء

GMT 22:12 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف علامة مبكرة لتطور مرض السكري من النوع الأول
 لبنان اليوم - اكتشاف علامة مبكرة لتطور مرض السكري من النوع الأول

GMT 22:14 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تعلق على هجوم أستراليا
 لبنان اليوم - إيفانكا ترامب تعلق على هجوم أستراليا

GMT 00:46 2016 الخميس ,25 آب / أغسطس

وصفة طبيعية لتحصلي على أكواع بيضاء

GMT 22:53 2017 الجمعة ,21 تموز / يوليو

الشهري يستقيل من تدريب فريق النهضة السعودي

GMT 22:47 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

جورج قرداحى يسلم جائزة "اسم من مصر" للفائز

GMT 07:07 2013 الجمعة ,23 آب / أغسطس

كارول سماحة تنتهي من تصوير "وحشاني بلدي"

GMT 15:56 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

الموضة الرائجة للبلوزات خلال موسم ربيع وصيف 2022

GMT 10:56 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

وزير مصري سابق يؤكّد أنّ أعراض "كورونا" تختلف بحسب الطقس

GMT 10:35 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين وإصابة 300 في إعصار عنيف ضرب تايوان

GMT 21:46 2022 الجمعة ,07 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تكشف عن تعرضها للتحرش الجنسي في إحدى حفلاتها

GMT 12:12 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

جرائم زنى المحارم صداع في رأس المجتمع التونسي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon