مفاوضات ترامب

مفاوضات ترامب

مفاوضات ترامب

 لبنان اليوم -

مفاوضات ترامب

بقلم: عبد المنعم سعيد

لم يحدث فى تاريخ الولايات المتحدة أن قام الرئيس بفتح باب المفاوضات فى قضايا شائكة خلال المائة يوم الأولى. التقاليد كانت تقضى بتفهم القضايا المختلفة، واختيار الطاقم الدبلوماسى والسياسى الذى يتعامل معها، وبعدها يجرى جس نبض الأطراف المعنية ويتلوها لقاءات متدرجة قبل الوصول إلى مائدة المفاوضات. ترامب كانت له وسيلة أخرى أولاها إعلان القضاء على العولمة: أصبح التعبير الذائع فى العلاقات الاقتصادية الأمريكية الصينية هو فك الارتباط أو Decoupling وبقية العالم نهاية العولمة أو Deglobalization. وثانيتها تقديم وجبات صاعقة من العودة الرسمية لعصر بناء الإمبراطوريات الكبرى؛ وفى خلال فترة زمنية قصيرة للغاية كان استعادة قناة بنما، وضم كندا، والاستيلاء على «جرينلاند»؛ ومؤخرا اقتناص قطاع غزة لكى يكون «ريفييرا» أمريكية، والتأكيد أنه ليس على الولايات المتحدة دفع الرسوم فى قناتى بنما والسويس. وثالثتها التعبير الصريح عن المفاوضات المصحوبة بالقوة وتعبيراتها بألفاظ مثل «جهنم» فى كل الاتجاهات. كل ذلك بات مثل تحضير المعركة بقصف مدفعى شديد من الكلمات، واستعراضات القوة بحرا وجوا فى البحر الأحمر.

افتتاحية ترامب أصبحت صدمة فى العالم عندما وجدت الدول قائد القوة العظمى فى العالم عازما على السير وحده مستندا إلى قوته العسكرية والاقتصادية فى حملات ليس فيها عدو ولا حبيب، ولا صديق أو غريب. مثل ذلك بات صريحا فى الخروج على التقاليد الأمريكية والقواعد الدولية منذرا بإقامة نظام «ترامبوى» خاص على العالم فك ألغازه. الطلقة الكبرى جاءت مع طرح مسيرة جمركية ليس لها علاقة مع منظمة التجارة العالمية، ولا العلاقات الاقتصادية المتفق عليها بين الولايات المتحدة وغالبية دول العالم. الباب الوحيد للتعامل مع الولايات المتحدة بات التفاوض من جديد مع واشنطن مع إعطائها امتيازات خاصة بحمايتها العسكرية، وما سبق من فوائد جاءت نتيجة العجز الأمريكى فى الميزان التجارى، ومضاف له تحصيل ما سبق من معونات بعد إلغاء هيئة المعونة الأمريكية على أى حال!

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مفاوضات ترامب مفاوضات ترامب



GMT 21:13 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

درب السلام

GMT 21:12 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

لَا أَحسَبُ الشَّرَّ جَاراً!

GMT 21:10 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

من الوحدة الشاملة إلى براكين الدَّم والتَّشظّي

GMT 21:10 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«داعش» وأعياد نهاية العام

GMT 21:07 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المسيحية الصهيونية... من الهرطقة إلى تبرير الإبادة

GMT 21:06 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المعنى الغائب في أكثر صراعات العالم حضوراً

GMT 21:05 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

حين قرأ كسينجر لحسن البنا

GMT 21:04 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«ماغا»... رأب الصدع أم نهاية الائتلاف؟

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 04:11 2025 الخميس ,08 أيار / مايو

البرج الطالع وتأثيره على الشخصية والحياة

GMT 16:08 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير فيصل بن فرحان يترأس وفد السعودية في قمة "بريكس بلس"

GMT 07:38 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل 10 عطور رقيقة للعروس

GMT 19:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الأردني محمد الدميري يتفوق على السوري عمر السومة

GMT 19:02 2022 الجمعة ,07 كانون الثاني / يناير

ساؤول يتطلع إلى استعادة أفضل مستوياته مع تشيلسي

GMT 20:30 2021 الإثنين ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أثيوبيا تنفي شنّ هجوم على السودان وتحمل متمرّدين المسؤولية

GMT 08:19 2019 الأربعاء ,09 كانون الثاني / يناير

تغريم امرأة تركية خرقت "واجب الإخلاص" لطليقها وهربت مع صهره

GMT 23:04 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

إصابة تريزيجيه بفيروس كورونا وابتعاده عن مباريات أستون فيلا

GMT 06:35 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

التلميذ.. ونجاح الأستاذ
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon