مسرح الحرب إن وقعت 13 دولة ومضائق وبحاراً

"مسرح الحرب" إن وقعت: 13 دولة ومضائق وبحاراً

"مسرح الحرب" إن وقعت: 13 دولة ومضائق وبحاراً

 لبنان اليوم -

مسرح الحرب إن وقعت 13 دولة ومضائق وبحاراً

بقلم : جورج شاهين

بكثير من الترقّب الممزوج بالقلق، تتابع المراجع الدبلوماسية مسلسل الأحداث في الخليج من عملية تفجير بواخر الفجيرة الى مضخّات النفط السعودية وما سبقها وما سيليها تزامناً مع الإجراءات الاميركية والخليجية. وكل ذلك يجري وسط معلومات عن سيناريو حرب بالواسطة يمتد على مساحة 13 دولة وعدد من المضائق والبحار. فما هي المعلومات؟ وماذا تحوي التقارير الإستخبارية؟
قبل الحديث عن سلسلة التقارير الواردة من واشنطن وأكثر من عاصمة غربية وعربية التي تتحدث عن الحشود العسكرية والأسلحة، فإنّ هناك إجماعاً على استبعاد الحروب التقليدية في المنطقة بعدما أوحَت السيناريوهات الجديدة بالجديد منها. فرغم حجم التحضيرات العسكرية لا يتحدث اي تقرير عن عمليات كبيرة في خلال شهر رمضان. فالحشد البحري والجوي النوعي والكمي الأميركي في المنطقة لا يؤشر الى موعد لعملية محددة. ولذلك لم تستغرب التقارير الحديث عن الحشد الأميركي المكثّف بعد أقل من 5 أشهر على صدور قرار عن الرئيس الأميركي بالانسحاب من سوريا (19 كانون الأول 2018)، وترك المنطقة لوحدات رمزية في العراق وبعض القواعد الأخرى.

وعليه، لم تعط الإدارة الأميركية أي تفسير واضح للتحركات الأميركية التي تناولت انتقال حاملة طائرات وأخرى للصواريخ وقواعد الباتريوت والـ»B52» مُضافة الى أسراب الـ»F15» والـ»F16» الى المنطقة سوى إشارة الى دورها الدفاعي في حال أخطأت ايران وقامت بأي اعتداء مباشر او غير مباشر. تزامناً، تلاحقت المعلومات التي نَفت الحديث عن نقل مجموعات كبيرة من قوات المارينز - بعدما جرى الحديث عن 120 ألف عسكري إضافي - والتي لم تؤكدها أيّ من التقارير الأمنية والدبلوماسية الأميركية ولا أي مرجع اميركي موثوق وخصوصاً من وزارة الدفاع (البنتاغون) او القيادة الأميركية الوسطى.

وعليه، قرأت التقارير الدبلوماسية والأميركية منها بنوع خاص الحراك الأميركي بجغرافيته قبل الحديث عن نوعيته والقدرات التي حشدت في المنطقة. فقد سبق لواشنطن أن نَشرت قوى مماثلة في محطات عدة إبّان الحرب السورية، وتحديداً في تموز وآب من العام 2013، تزامناً مع أول تقرير أشار الى استخدام النظام السوري الأسلحة الكيماوية المحظورة في الريف الغربي لدمشق قبل أن تعطّلها الدبلوماسية الروسية بالمبادرة الى دعوة النظام للتخلّص من أسلحته الكيماوية. وعليه، طويت الخطط الأميركية التي وضعت لـ»تأديب» دمشق، ولم يتجدّد الحديث عنها رغم استخدام هذه الأسلحة في حلب وخان شيخون وأكثر من منطقة سورية أخرى في السنوات التي تَلتها وحتى الأمس القريب.

ولذلك، قرأت التقارير خريطة انتشار الأسلحة الاميركية بطريقة مغايرة عن السابق، فاعتبرت انها استخدمت لتطويق المنطقة المحتملة للمواجهة والتي توسعت في الفترة الأخيرة لتمتد الى اكثر من دولة. فانتشار القوى الإضافية في القواعد الأميركية في قطر والعراق والمضائق والبحار المحيطة بها من زواياها المختلفة من باب المندب الى مضيق هرمز وما يحويه المتوسط منها، رسمَ أولى الخرائط بلائحة الدول المحتملة لتشهد كل انواع المواجهة المحتملة. ولذلك فقد ضمّت اللائحة الأولى مجموعة دول مجلس التعاون الخليجي كاملة، من اليمن الى الكويت مروراً بالسعودية والبحرين والامارات العربية المتحدة وقطر، مُضافة الى كل من لبنان وسوريا والعراق وتركيا. وإن أضيفت اليها القواعد الأخرى في البلقان، سيُضاف اليها كل من جورجيا وافغانستان والبحر الأسود بعد ايران.

لم تُبن هذه الخريطة من عدم، فقد صدرت قبل اسابيع قليلة مذكّرة من البيت الأبيض - ترجمتها جهات دبلوماسية لـ «الجمهورية» - سحب بموجبها الرئيس دونالد ترامب ملف المواجهة المحتملة مع ايران من وزارة الخارجية ووضعها في عهدة وزارة الدفاع الأميركية والمخابرات المركزية (CAI) ليقرران معاً الخطوات المقبلة، من دون تجاهل الأدوار التي يمكن ان تقوم بها وزارة الخارجية لدعم الخطط العسكرية وتسويقها.

وما عَزّز هذه القراءة ونتائجها المتوقعة، عملية التفجير التي استهدفت بواخر ميناء الفجيرة بداية الشهر الجاري ومن بعدها عملية استهداف مضخّتين على خط نقل النفط من غرب السعودية الى شرقها، فجاءت لتثير القلق وتعزّز هذا السيناريو لأنها أحداث وقعت ضمن البقعة المتوقعة للمواجهة المحتملة. والى احداث العراق والتدابير الأميركية الإحترازية بوجود الصواريخ الإيرانية في حوزة «الحشد الشعبي»، فإن أثبتت التقارير تورّط ايران مباشرة او ايّ من أذرعها في عملية البواخر والمصافي، فإنّ الأمور ستسلك اتجاهاً آخر اكثر سرعة مما هو متوقع.

ويعود التريّث في الحكم على نتائج التحقيقات الجارية الى التشكيك في بعض الدوائر الاميركية التي تستبعد تورّط ايران مباشرة بعملية الفجيرة، كما بالنسبة الى تورّطها في عملية مضخّتي النفط السعوديتين رغم الإتهامات التي أعقبت تبنّي الحوثيين للعملية. ففي تقرير أعدّته احدى لجان التحقيق المشتركة السعودية - الأميركية استبعدت إمكان عبور 7 طائرات من سلاح «الطيران المسير» اليمني الى عمق المملكة في ظل فشل كل العمليات السابقة، بعدما عطّلت اجهزة الدفاع السعودي عمليات مماثلة من قبل. ولم تنجح اي طائرة من هذا النوع بعبور الأراضي السعودية، وهو ما يقود الى استنتاجات أخرى إحداها يقول إنها عملية نفّذت من الداخل السعودي وبأيادٍ مخابراتية قد تكون غير عدوّة.

والى كل هذه المعطيات، تكشف التقارير السرية عن وجود 3800 هدف في قاعدة بيانات القوات الأميركية التي انتشرت في المنطقة، وهي تتوزّع بين مجموعة البلدان السالفة الذكر. وهو ما يُفسح المجال واسعاً امام كل السيناريوهات المتوقعة التي على أيّ مراقب ان يتابعها ويترقّب الجديد منها يوماً بعد يوم.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرح الحرب إن وقعت 13 دولة ومضائق وبحاراً مسرح الحرب إن وقعت 13 دولة ومضائق وبحاراً



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 21:47 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

مسلحون يهاجمون مواقع الأمن العام بالهاون في السويداء
 لبنان اليوم - مسلحون يهاجمون مواقع الأمن العام بالهاون في السويداء

GMT 22:12 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف علامة مبكرة لتطور مرض السكري من النوع الأول
 لبنان اليوم - اكتشاف علامة مبكرة لتطور مرض السكري من النوع الأول

GMT 22:14 2025 الإثنين ,15 كانون الأول / ديسمبر

إيفانكا ترامب تعلق على هجوم أستراليا
 لبنان اليوم - إيفانكا ترامب تعلق على هجوم أستراليا

GMT 00:46 2016 الخميس ,25 آب / أغسطس

وصفة طبيعية لتحصلي على أكواع بيضاء

GMT 22:53 2017 الجمعة ,21 تموز / يوليو

الشهري يستقيل من تدريب فريق النهضة السعودي

GMT 22:47 2019 الأحد ,19 أيار / مايو

جورج قرداحى يسلم جائزة "اسم من مصر" للفائز

GMT 07:07 2013 الجمعة ,23 آب / أغسطس

كارول سماحة تنتهي من تصوير "وحشاني بلدي"

GMT 15:56 2022 السبت ,22 كانون الثاني / يناير

الموضة الرائجة للبلوزات خلال موسم ربيع وصيف 2022

GMT 10:56 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

وزير مصري سابق يؤكّد أنّ أعراض "كورونا" تختلف بحسب الطقس

GMT 10:35 2015 الثلاثاء ,29 أيلول / سبتمبر

مقتل شخصين وإصابة 300 في إعصار عنيف ضرب تايوان

GMT 21:46 2022 الجمعة ,07 كانون الثاني / يناير

مايا دياب تكشف عن تعرضها للتحرش الجنسي في إحدى حفلاتها

GMT 12:12 2017 الثلاثاء ,04 إبريل / نيسان

جرائم زنى المحارم صداع في رأس المجتمع التونسي
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon