ماذا تفعل لو كنت محمد هنيدي

ماذا تفعل لو كنت محمد هنيدي؟

ماذا تفعل لو كنت محمد هنيدي؟

 لبنان اليوم -

ماذا تفعل لو كنت محمد هنيدي

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

أوشك مسلسل محمد هنيدى «شهادة معاملة أطفال» للمخرج سامح عبد العزيز، على الوصول لمحطة النهاية، ولم يحقق جماهيريا طموحات هنيدى، ولا جمهوره الذى كان ينتظر منه العودة مجددا للشاشة الصغيرة بعد غياب دام 7 سنوات بمسلسل ضاحك، بينما نصيب البهجة فى هذا المسلسل شبه معدوم، كان هنيدى يبدو وكأنه (يبيع الميه فى حارة السقايين).

فى هذا الموسم الرمضانى زادت معدلات الضحك، العديد من الأعمال الكوميدية فى (حارة الدراما) نجح فى انتزاع شغف وترقب الجمهور، مثل (أشغال شقة جدا) و(كامل العدد) و(النص) و(الكابتن)، وعدد آخر على رأسها (إخواتى) استند إلى رؤية اجتماعية أسفرت عن حالة كوميدية مبهجة، بينما (شهادة معاملة أطفال) سكن فى الركن البعيد الهادى، وكأن شيئا لم يكن.

هنيدى أحد شيوخ حارة الضحك، تلك هى الحقيقة، له مكانة مميزة فى الذاكرة الجماعية، كان شعلة من الكوميديا، فمن الذى أطفأ الشعلة؟.

فى تاريخ الكوميديا لا يمكن لمنصف تجاوز اسم هنيدى، الذى انطلق كالصاروخ عام 1997 بفيلم (إسماعيلية رايح جاى)، حل اسمه على (التترات) رابعا بعد محمد فؤاد وحنان ترك وخالد النبوى، إلا أن الناس صعدت به للمركز الأول، بات هو هدف وحلم شركات الإنتاج والتقطته شركة (آل العدل)، وبدأت رحلة القمة الرقمية، فى (إسماعيلية) حقق 15 مليون جنيه، ضعف ما كان يصل إليه النجم الأول وقتها عادل إمام، فى (صعيدى فى الجامعة الأمريكية) ارتفع إلى أربعة أضعاف (30 مليونا)، وأطلق صفارة البدء لجيل كامل ممن أطلقنا عليهم (المضحكون الجدد) مثل محمد سعد وعلاء ولى الدين وأحمد آدم وهانى رمزى وغيرهم، ليملأوا الشاشات.. على الجانب الآخر، كان عادل إمام يترقب الموقف، واكتشف السر، وبات يغير من المفردات ويمنح مساحات موازية فى أفلامه ومسلسلاته للجيل التالى له من المضحكين، وتمكن بذكاء من الاحتفاظ بمكانته الاستثنائية.

هنيدى جاء للسينما من خلال جمهور جديد لم يكن قبلها يتعاطى مع السينما، شباب ذلك الزمن- نهاية التسعينيات- وجدوا فى هنيدى تجسيدا حيا للغة التخاطب بعد أن تغيرت (الأبجدية)، وبالتالى مفردات الضحك، وكان هنيدى العنوان وتعددت بعدها نجاحاته الرقمية، ثم بدأت بعد خمس سنوات إخفاقاته الرقمية.

هذه المرة من خلال التليفزيون دخل فى السباق مع (شهادة معاملة أطفال)، معتقدا أن الكوميديا لا تزال كما هى (على حطة إيده)، بينما كل شىء تغير وعلى رأسها الكوميديا، اختار شخصية محامى حلنجى يلعب بالبيضة والحجر، ولجأ إلى (ميكانيزم) الغيبوبة وفقدان الذاكرة والعودة للحياة بعد 20 عاما، منتظرا أن تسفر هذه المفارقات عن ضحكات، وهو ما لم يحدث على الإطلاق.

كثيرا ما كنت أطالب هنيدى بالانتقال على الشاشة لمرحلة عمرية مختلفة تتسق مع عمره الحقيقى، خاصة أن ذاكرة جمهوره لا شعوريا سوف يسأل كيف لا يزال مثلا هنيدى يبحث عن عروس شابة، وبالفعل ستجد هذه المرة زوجة كبيرة وهناك أيضا فتاة شابة تلعب دور ابنته.

إلا أن هنيدى دراميا لا يزال هو المسيطر وهو المنوط به الضحك، المسلسل يبدو اقرب إلى إطلالة على أرشيف الكوميديا القديم ولا يحمل اجتهادا لا على المستوى الدرامى ولا الإخراجى، وهكذا جاءت أغلب مواقفه الكوميدية منزوعة الضحك، وتأتى العودة بعد سنوات غياب عن الشاشة الصغيرة، وكأن هنيدى لم يعد!!.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا تفعل لو كنت محمد هنيدي ماذا تفعل لو كنت محمد هنيدي



GMT 21:13 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

درب السلام

GMT 21:12 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

لَا أَحسَبُ الشَّرَّ جَاراً!

GMT 21:10 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

من الوحدة الشاملة إلى براكين الدَّم والتَّشظّي

GMT 21:10 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«داعش» وأعياد نهاية العام

GMT 21:07 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المسيحية الصهيونية... من الهرطقة إلى تبرير الإبادة

GMT 21:06 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المعنى الغائب في أكثر صراعات العالم حضوراً

GMT 21:05 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

حين قرأ كسينجر لحسن البنا

GMT 21:04 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«ماغا»... رأب الصدع أم نهاية الائتلاف؟

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 11:59 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

يتحدث هذا اليوم عن مغازلة في محيط عملك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 14:39 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:04 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 04:58 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك

GMT 19:02 2021 الثلاثاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

النجمة يخرج العهد من كأس لبنان

GMT 18:52 2021 الأربعاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

الجامعة اللبنانية وزعت نبذة عن رئيسها الجديد بسام بدران

GMT 15:33 2021 الإثنين ,05 تموز / يوليو

46 حالة جديدة من متحوّر “دلتا” في لبنان

GMT 18:30 2021 الثلاثاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مالك مكتبي يعود بموسم جديد من "أحمر بالخط العريض"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon