عن عزم ترمب على تصنيف «الإخوان»

عن عزم ترمب على تصنيف «الإخوان»

عن عزم ترمب على تصنيف «الإخوان»

 لبنان اليوم -

عن عزم ترمب على تصنيف «الإخوان»

بقلم : فهد سليمان الشقيران

لم يكن الإرهاب الأصولي منفصلاً قطّ عن أفكار ومنظومة وآيديولوجيا تنظيم جماعة الإخوان، بل صار نتيجةً مباشرة لذلك الفكر الجهنمي. لقد تمكّنت الجماعة من التغلغل في جميع الأدبيات الأصولية، إنها جماعة قادرة على المكر والخداع وإرادة الاستيلاء على الحكم ولو بالعنف.

لطالما حذّرت دول الاعتدال التي جرّمت الجماعة والمنضوين في لوائها من خطر الإجرام الذي سوف يصدر عنها ومنذ عقود.

ما كانت العمليّات الإرهابية كلها إلا مرتبطة بـ«الإخوان المسلمين» وتنظيماتهم المتفرّعة والمستفيدة من أفكار التنظيم، بما فيها أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، فأسامة بن لادن قال عنه الظواهري إنه تكوّن آيديولوجياً في جماعة «الإخوان»، وعليه فإن تنظيم «القاعدة» مدده النظري مستمدٌ من أفكار الجماعة.

لقد قال الأمير محمد بن سلمان في الزيارة التاريخية لأميركا إن «أسامة بن لادن استغل أفراداً سعوديين في هجوم 11 سبتمبر لهدف رئيسي هو تدمير العلاقات السعودية - الأميركية، ومن يتبنَّ هذا الموقف يساعد في تحقيق هدف بن لادن».

لقد جاء عزم ترمب على تصنيف فروع تنظيم الجماعة بالإرهاب، في وقت عاش فيه الإقليم والعالم منذ سنتين ونيّف كوارث كبرى، وعاشت أميركا هجماتٍ، وكلّها مردّها إلى النظريات الحركية والآيديولوجية والإرهابية للجماعة.

إن أميركا وأوروبا تغافلتا لوقت طويل عن تسريع هذا التصنيف والتجريم. تنظيمات مثل «القاعدة» و«داعش» كلها تغذّت وتربّت وترعرعت على أفكار ونظريات «الإخوان»، وذلك بشهادات مكتوبة، لقد كان البغدادي يرصّع مقولات حسن البنا وسيد قطب على اللافتات، ويكتبها جُنده على الجدران في الموصل، ويُلصقون لوائح المقولات على أبواب المدارس.

إن علاقة «الإخوان» بالغرب عموماً مركّبة ومعقّدة، ولا بد من تحليلها بشكلٍ دقيق وصارم. ومن أهم الكتب التي تطرّقت إلى هذا الموضوع مؤلفٌ مهم بعنوان: «الإخوان المسلمون الجدد في الغرب» للباحث لورينزو فيدينو، وهو زميلٌ لدى المبادرة حول الدين والشؤون الدولية في برنامج الأمن الدولي بمركز بلفر، في كلية كيندي للدراسات الحكومية بجامعة هارفارد، وقد ترجمه مركز المسبار للدراسات والبحوث في أغسطس (آب) عام 2011.

يرى الباحث أن «(شبكات الإخوان المسلمين) و(حماس) في أوروبا مُبيّنةٌ أن موقف الأوروبيين، وأن معظم السياسيين، وغالبية الأجهزة الأمنية وأجهزة إنفاذ القانون، لا يتعاطفون مع (حماس)، لكنهم لا يرون في الحركة تهديداً مباشراً لأوروبا، ومن ثم يوجّهون الموارد والانتباه إلى جماعات أخرى أكثر إلحاحاً مثل: (داعش) و(القاعدة)، وجماعات النازية الجديدة».

ويرى الباحث أن «ما يواجهونه من صعوبة لمقاضاة الأنشطة التي يمارسها أعضاء (حماس) في أوروبا؛ لأنها لا تنطوي على هجمات، وإنما تقتصر على جمع الأموال والنشاط السياسي. كما أن تخصيص موارد ضخمة لإجراء تحقيقات معقّدة تهدف إلى تفكيك شبكات لا تشكل تهديداً أمنيّاً، فضلاً عن فتح المجال أمام اتهامات بـ(الإسلاموفوبيا) وخدمة مصالح إسرائيل؛ ليس اقتراحاً جيداً لأجهزة الأمن والمدعين العامين الأوروبيين».

القول الأميركي الحالي حول التصنيف يمكن أن يتم جزئياً وليس بشكل كامل، وهنا تكمن المشكلة، إن تصنيف الأصل بالإرهاب أكثر قوةً على المستويين القانوني والسيادي من تصنيف الفروع.

وفي تقصٍّ كتبه الصحافي غاندي المهتار في جريدة «النهار» حول التغلغل الاستراتيجي لجماعة «الإخوان المسلمين» في الولايات المتحدة لخصّ تقريراً صدر عن معهد دراسة معاداة السامية والسياسات العالمية (ISGAP) خلاصته: إنه لا ينبغي أن يُفهم نشاطها -أي الجماعة- في المقام الأول بصفته شأناً دينياً أو مدنياً بسيطاً، بل عملية «جهاد» تستهدف أسس الحضارة الغربية ذاتها، ينبغي التصدي له بكل الوسائل.

يدرج التقرير تغلغل «الإخوان» المؤسسي تحت «التطرف غير العنيف»، ويعرّفه بأنه «شكل معقّد من التهديد الذي يستغل الحريات الديمقراطية والمؤسسات القانونية والأطر الثقافية للنهوض بأهداف متطرفة، متجنباً إجراءات من شأنها أن تستدعي ردود فعل أمنية تقليدية، فيُستخدم التسامح والانفتاح الديمقراطيان لتنفيذ أجندة آيديولوجية لا تتوافق مع التسامح والانفتاح الديمقراطيين».

الخلاصة؛ إن موقف ترمب ضروري وأساسيّ. من الضروري تصنيف «الإخوان» في الغرب كله بوصفها جماعة إرهابية. من المعروف الدعم البريطاني لـ«الإخوان» في مراحل التأسيس، والإرباك الاجتماعي الذي تسببه الجماعة في فرنسا، والهجمات على بلجيكا، والنفوذ الشديد لهذه الجماعة في أميركا عبر لافتات خيرية تمثّل تهديداً للأمن القومي.

إن كل العمليات الإجرامية التي حدثت منذ عقود وُلدت آيديولوجياً من رحم جماعة «الإخوان»، والتحدي الرئيسي في تجريم «الإخوان» يكمن في مجاميع اليسار الذين يتعاملون معهم ويساندونهم.

الأهم أن عزم ترمب على موضوع التصنيف جدي ومهم، ربما يوقظ الأوروبيين من غفواتهم عن هذه الجماعة الإرهابية المارقة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن عزم ترمب على تصنيف «الإخوان» عن عزم ترمب على تصنيف «الإخوان»



GMT 19:59 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عودوا إلى دياركم

GMT 19:58 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

عفونة العقل حسب إيلون ماسك

GMT 19:57 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

المفتاح الأساسي لإنهاء حرب السودان

GMT 19:56 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا تناشد ‏الهند وباكستان تجنب «الانفجار المفاجئ»

GMT 19:55 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجيير الهزيمة

GMT 19:53 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا والخطر على الهوية الوطنية والسياسية

GMT 19:52 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

أميركا... «أطلس» يُحجّم ومونرو يُقدّم

GMT 19:51 2025 الخميس ,11 كانون الأول / ديسمبر

الهجرة إلى التاريخ في زمن الهزائم

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 09:49 2022 الجمعة ,11 آذار/ مارس

عطور تُناسب عروس موسم ربيع وصيف 2022

GMT 16:41 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لتناول غذاء صحي ومتوازن في أماكن العمل

GMT 03:47 2012 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

تأجيل الاتفاق على الرقابة المصرفية لمنطقة اليورو

GMT 05:56 2012 الأربعاء ,05 كانون الأول / ديسمبر

وزير الداخلية الأردني: سنعالج ملف العمالة الوافدة كلها

GMT 08:55 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

فوائد الفحم للشعر وطريقة عمل قناع منه

GMT 00:39 2019 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

نتائج مثيرة لما بحث عنه مستخدمو الإنترنت على "غوغل" في 2019

GMT 10:01 2022 الأربعاء ,13 إبريل / نيسان

أفكار في الديكور للجلسات الخارجّية الشتويّة

GMT 15:28 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

برج الحصان..ذكي وشعبي ويملك شخصية بعيدة تماما عن الصبر

GMT 18:44 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

إتيكيت وضع المكياج في الأماكن العامة

GMT 19:26 2019 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

المصائب تتوالى على سان جيرمان أمام ليل
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon