الإنجليز و«الإخوان»

الإنجليز و«الإخوان»

الإنجليز و«الإخوان»

 لبنان اليوم -

الإنجليز و«الإخوان»

عبد الرحمن الراشد
دائما هناك شك عند العرب بأن الإنجليز هم من يدير العالم، رغم أنهم سلموا آخر مستعمرة (هونغ كونغ) منذ أكثر من عقد ونصف العقد. والشائع أن تنظيم الإخوان المسلمين في أصله منتج بريطاني، ويدار من أحد مكاتب الأمن السرية على ضفاف نهر التيمس اللندني! طبعا، هذه خرافات. بالتأكيد، لبريطانيا معرفة واسعة بثقافات منطقتنا، بحكم الماضي الاستعماري، والحاضر أيضا المشترك، الاقتصادي والسياحي والسياسي. لكن الوضع تغير الآن. هذه الجزيرة الصغيرة، كثيفة السكان وقليلة الموارد، أصبحت تعاني اليوم كثيرا من المهاجرين العرب، ومهاجري العالم الثالث عموما، بسبب كثافة عددهم واعتمادهم على معونات الدولة وخدماتها. كما استغلت فئة منهم قوانين اللجوء، وهم عبء اقتصادي واجتماعي محلي كبير. في تصوري الحكومة البريطانية أكثر فهما لطبيعة وتعقيدات الوضع في مصر، من حليفتها الولايات المتحدة، التي قد لا تتفق بريطانيا معها في موقفها ضد نظام مصر الحالي، تحت إدارة العسكر. فبريطانيا العظمى كان لها تاريخ طويل هناك، فقد حكمت مصر بين عامي 1882 و1952، وولدت جماعة الإخوان في ظل الحكم البريطاني عام 1928. وإبان فترة التاج عرفت جماعة الإخوان بأنها معارضة، ليس ضد الإنجليز، بل ضد الملكية الخديوية المصرية، التي كانت امتدادا لزمن الباب العالي العثماني. وبسبب ذلك، من الطبيعي أن تلاحق جماعة الإخوان مقولة إنها صنيعة أنغلوأميركية، وهي تهمة تنقصها البراهين. ولعل أكثر المقالات إزعاجا لـ«الإخوان» ذلك الذي كتبه مارك كيرتس (Mark Curtis) في صحيفة «الغارديان» قبل نحو أربع سنوات، وأثار حفيظة «الإخوان». اتهم لندن بأنها رعت الجماعات الإسلامية، بما فيها «الإخوان»، لسنين طويلة، قبل وأثناء حكم جمال عبد الناصر، وتآمرت معها. «الإخوان» بالطبع ينفون الرواية جملة وتفصيلا. هذا في الماضي، ماذا عن اليوم؟ الحكومة البريطانية قالت إنها مستعدة للتحقيق في التهم المطروحة ضد «الإخوان» في بريطانيا بأن لهم صلة بالإرهاب. ومن يعرف النظام العدلي هناك يدرك أن النتيجة غالبا بعدم تجريم أي جماعة، مهما كبرت الدعوى. وسيبقى «الإخوان» في بريطانيا، ليس فقط ضيوفا ثقلاء، بل أيضا ستكتشف بريطانيا أنهم قضية ستسد حلق العلاقات السياسية، لأن عددهم كبير، ولأنهم ناشطون جدا سياسيا وإعلاميا، بما لا يقارن ببضعة معارضين خليجيين. وكلما زاد العنف والعمليات الإرهابية في مصر ارتفع صراخ الحكومة المصرية «إخوان إخوان». وسيكون موقف الحكومة البريطانية صعبا، خاصة أنها تحتاج إلى علاقة جيدة مع حكومات المنطقة من أجل حماية نفسها أيضا ضد الإرهاب.. فكيف ستوفق بين حاجتها الأمنية وأحكامها القضائية؟!
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإنجليز و«الإخوان» الإنجليز و«الإخوان»



GMT 18:40 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أسقط الركن الثالث

GMT 18:39 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

بين القوانين والإعلانات والأخلاق

GMT 18:38 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

عام «سَوْقَنَة» القضايا

GMT 18:37 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتية الإيرانية في انتظار الاختبار الصعب

GMT 18:18 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

2026... عام التوضيحات؟

GMT 18:14 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

العراق ما بين تاريخين

GMT 18:13 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

يحمل اسم زويل

GMT 18:12 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

هند رستم.. الأنوثة قبل الإغراء دائمًا!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 18:08 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 لبنان اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 17:24 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح
 لبنان اليوم - الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 22:30 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:17 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 13:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:23 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

حريق كبير في بينو العكارية اللبنانية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon