سوريا إيران استوعبت الدرس جيدا

سوريا.. إيران استوعبت الدرس جيدا

سوريا.. إيران استوعبت الدرس جيدا

 لبنان اليوم -

سوريا إيران استوعبت الدرس جيدا

طارق الحميد
لا يهم كيف ينظر بشار الأسد لقرار البرلمان البريطاني الرافض لمشاركة بلاده في التحالف الدولي الذي يحاول الرئيس الأميركي قيادته للرد على استخدام الأسد للأسلحة الكيماوية في سوريا.. الأهم هو كيف ستفهم إيران هذا الانقسام الدولي، وما سيترتب على ذلك في كل المنطقة! إيران التي تعاونت في الغزو الأميركي للعراق، وبمعنى الكلمة، استوعبت جيدا منذ ذلك الوقت أن الفوضى هي مصير هذه المنطقة، بل واستوعبت ذلك جيدا من بعد الأحداث الإرهابية في أميركا عام 2001، ووسعت نفوذها بالمنطقة على هذا الأساس، واليوم لا بد أن طهران فهمت أن الانقسام الدولي تجاه سوريا، وتحديدا ردود الفعل المضطربة حول استخدام الأسلحة الكيماوية، خصوصا بعد خروج بريطانيا من التحالف الدولي، يعني أنه ليس المنطقة وحدها المنقسمة، بل وكذلك المجتمع الدولي، مما يعني أن فرص إيران تتعزز في الملف النووي، وكذلك بسط نفوذها في المنطقة، إما بتعزيز الوجود، أو تعميق الفوضى. ونقول: إن رد فعل الأسد غير مهم لأنه بات ورقة محروقة، ومهما فعل، ومهما كان الانقسام الدولي حوله، فالقصة الآن ليست الأسد الذي قد يتهاوى فقط من تأثير الضربة العسكرية التي ربما تقودها أميركا وفرنسا، وآخرون؛ القصة الآن هي في قراءة إيران لهذا الانقسام، بل الضعف، الدولي. طهران عرفت جيدا الآن أن المنطقة مكشوفة دوليا، وعلى الأقل في فترة الرئيس الأميركي أوباما، كما عرفت أن تحالفات المنطقة نفسها اختلت على أثر ما سمي بالربيع العربي حيث تعصف الأزمات بجل الدول العربية، وقد تكون المنطقة محظوظة بأن مصر لم تنزلق للعنف والفوضى على غرار ليبيا وسوريا، إلا أن القاهرة لا تزال في مرحلة النقاهة، وسمعة الثورة السورية هناك مشوهة كثيرا بسبب نهج الإخوان الخاطئ في فترة حكم مرسي لمصر، ولذا فلا يوجد إلا الخليج العربي الذي لا يزال التباين داخل صفوفه، واضحا، وبشكل محير، وأبسط مثال الموقف القطري من مصر، والتباين في التعامل مع بعض أطراف المعارضة السورية، هذا عدا عن التباين الإقليمي مع تركيا في مصر أيضا! وعليه فمن المؤكد أن إيران قد استوعبت الرسالة البريطانية جيدا، وهي أن المجتمع الدولي منقسم، وغير جاد في التعامل مع القضايا الأساسية، ومنها مثلا استخدام الكيماوي في سوريا، هذا عدا عما يتعرض له السوريون من جرائم منظمة من قبل الأسد، وبتدخل صارخ من إيران وحزب الله، والسؤال الآن هو: ماذا عنا نحن، ماذا عن منطقتنا؟ كيف سيجري التعامل مع الأطماع الإيرانية وسط هذا الانقسام الدولي، خصوصا مع مواقف واشنطن المتباينة، والمتناقضة، مما حدث في المنطقة، حيث تخبطت الإدارة الأميركية الحالية تخبطا لا يستهان به في دول الربيع العربي، وكانت واشنطن أشبه بفيل يترنح وسط غرفة صغيرة، وخصوصا في سوريا، حيث أدى تردد الرئيس أوباما هناك إلى كوارث تحاصره الآن، وتحاصر المنطقة ككل! المؤكد أن إيران قد استوعبت الدرس جيدا، فماذا عن منطقتنا؟ نقلا عن "جريدة الشرق الأوسط"
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا إيران استوعبت الدرس جيدا سوريا إيران استوعبت الدرس جيدا



GMT 21:13 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

درب السلام

GMT 21:12 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

لَا أَحسَبُ الشَّرَّ جَاراً!

GMT 21:10 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

من الوحدة الشاملة إلى براكين الدَّم والتَّشظّي

GMT 21:10 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«داعش» وأعياد نهاية العام

GMT 21:07 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المسيحية الصهيونية... من الهرطقة إلى تبرير الإبادة

GMT 21:06 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المعنى الغائب في أكثر صراعات العالم حضوراً

GMT 21:05 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

حين قرأ كسينجر لحسن البنا

GMT 21:04 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«ماغا»... رأب الصدع أم نهاية الائتلاف؟

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 11:59 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

يتحدث هذا اليوم عن مغازلة في محيط عملك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 14:39 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:04 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 04:58 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon