عيون وآذان روحاني وألف مشكلة

عيون وآذان (روحاني وألف مشكلة)

عيون وآذان (روحاني وألف مشكلة)

 لبنان اليوم -

عيون وآذان روحاني وألف مشكلة

جهاد الخازن
أمامي بضع مئة خبر وتحليل وتحقيق عن ايران مع بدء رئاسة حسن روحاني، إلا أنني أبدأ بخبر ظاهره غير مهم، ولكن دلالاته كبيرة هو أن فريق الكرة الوطني الايراني الذي نجح مدربه البرتغالي كارلوس كيروز في إيصاله الى بطولة كأس العالم السنة القادمة ألغى رحلة تدريب مهمة الى البرتغال لأنه لم يجد المال الكافي للقيام بالرحلة. في أي بلد آخر في المنطقة يستطيع أحد الأثرياء أن يرسل الفريق وجميع المرافقين في طائرة خاصة، وأن يـنزلـهم علـى حسابه في فندق، وأن يعود بهم بعد اكتمال التدريب. غير أن ايران لم يـبقَ فيهـا فلـوس، وهـي من أهم البلدان المصدرة للنـفط، فالـريال الايرانـي خـسـر 50 في المئة من قيمته منذ السنة الماضية، والتضخم بلغ 36 في المـئة في حـزيران (يونيو) المـاضـي، كمـا أن البطـالة بيـن الشـباب وصـلت الى 28.3 في المئة. وقد سجلت ايران سنتين متتاليتين من النـمـو الاقـتصادي السـلبي. بكلام آخر، وأختار من وصف قرأته في «الفاينانشال تايمز» الرصينة، الاقتصاد الايراني «كارثة» بعد سنوات من العقوبات والحصار، والرئيس روحاني يدرك هذا، وقد صرح بأن الاقتصاد أولوية في عمله، وهو دعا في خطابه الأول رئيساً العالم الخارجي الى الحوار والاحترام إذا كان له أن يحقق نتائج، غير أنني لست متفائلاً، ويبدو أن المرشد آية الله علي خامنئي متشائم من تجاوب الغرب، فقد قال إن الطرف الآخر يتكلم لغة أخرى. روحاني معتدل ولا جدال، وقد رحبت الادارة الاميركية بانتصاره، وقال البيت الأبيض إن الشعب الايراني أسمع العالم كلمته، وحض الحكومة الايرانية على التصرف بسرعة لإنهاء قلق الأسرة العالمية من برنامجها النووي. هذا الكلام باطل يراد به باطل. فالأسرة العالمية ليست قلقة من برنامج ايران النووي، وحتى لو كان البرنامج عسكرياً فهناك إستحالة أن يهدد الولايات المتحدة أو أي دولة نووية في الشرق والغرب. البيت الأبيض كان يتحدث عن قلق اسرائيل من دون أن يسميها وهي حتماً ليست «الأسرة العالمية» بل دولة خارجة على الأسرة العالمية والقانون الدولي، وتملك ترسانة نووية كبيرة تهدد بها القريب والبعيد، ثم تريد أن تمنع غيرها في المنطقة من إمتلاك سلاح نووي، لتبقى قادرة على إبتزاز الجميع. والكونغرس كان «إيجابياً جداً» بفرض عقوبات إضافية على ايران وروحاني يتسلم الرئاسة. للمرة الألف أطالب مصر والمملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة، وربما المغرب والجزائر، إعلان العزم على بدء برنامج نووي عسكري حتى لا تقع بين سندان اسرائيل ومطرقة ايران، وحتى ترغم العالم الخارجي على السعي لتجريد الشرق الأوسط كله من أسلحة الدمار الشامل. هناك أيضاً غفلة أو استغفال في موقف الولايات المتحدة ودول غربية كثيرة من فوز روحاني بالرئاسة فهي اعتبرت أن فوز رئيس معتدل بالرئاسة الايرانية بعد المتشدد محمود أحمدي نجاد، يعني انفراجاً في أزمة البرنامج النووي الايراني. لا أصدق أن الدول الغربية تصدق نفسها وهي تبني توقعاتها عن مستقبل العلاقة مع ايران، فالبرنامج النووي كله يتبع المرشد خامنئي، وهذا له الكلمة الأخيرة في كل موضوع، بما في ذلك السياسة الخارجية، ما يعني أن الوزير محمد جواد ظريف قد يكون إصلاحياً، وخبيراً في السياسة الاميركية كونه عمل سفيراً لبلاده لدى الأمم المتحدة بين 2003 و2007، إلا أنه في النهاية لا يستطيع أن يخرج عن إرشاد المرشد الذي وافق على تعيين كل وزير في منصبه. اسرائيل تعرف هذا لذلك بدأت حملة تحريض على ايران، ولا أستبعد أن تحاول جر الولايات المتحدة الى مواجهة عسكرية. وكان الرئيس روحاني أعلن دعم سورية، وقال رداً على سؤال لصحافي في يوم القدس إن هناك جرحاً لم يندمل في جسم العالم الاسلامي سببه إحتلال الأراضي المقدسة في فلسطين والقدس الحبيبة. وعلقت اسرائيل كذباً أن الرئيس الجديد كشف لونه الحقيقي وأنه يريد تدمير اسرائيل التي لم يرد اسمها في كلامه، وعادت الى التحريض. حكومة اسرائيل تكذب على نفسها إذا اعتقدت أن هناك مَنْ يريد التعامل معها في أي بلد عربي أو إسلامي، فهي مكروهة حول العالم وخصوصاً في بلادنا بسبب الاحتلال وجرائمه وهو حقيقي موجود، أما البرنامج النووي العسكري الايراني فافتراضي، وترسانة اسرائيل تجعله مبرراً إذا وجد. بقي أن يستفيق العرب ليروا أي نوع من الخطر يحدق بهم. نقلا  عن  جريدة الحياة 
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عيون وآذان روحاني وألف مشكلة عيون وآذان روحاني وألف مشكلة



GMT 18:40 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أسقط الركن الثالث

GMT 18:39 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

بين القوانين والإعلانات والأخلاق

GMT 18:38 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

عام «سَوْقَنَة» القضايا

GMT 18:37 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتية الإيرانية في انتظار الاختبار الصعب

GMT 18:18 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

2026... عام التوضيحات؟

GMT 18:14 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

العراق ما بين تاريخين

GMT 18:13 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

يحمل اسم زويل

GMT 18:12 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

هند رستم.. الأنوثة قبل الإغراء دائمًا!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 18:08 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 لبنان اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 17:24 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح
 لبنان اليوم - الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 22:30 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:17 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 13:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:23 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

حريق كبير في بينو العكارية اللبنانية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon