النظام السوري انتهى فيلبنان

النظام السوري انتهى في...لبنان

النظام السوري انتهى في...لبنان

 لبنان اليوم -

النظام السوري انتهى فيلبنان

خيرالله خيرالله
مرت  الذكرى الثامنة للرابع عشر من آذار في لبنان في اجواء مضطربة ومثيرة للقلق في آن. الحقيقة ان اوضاع البلد الصغير لا تدعو الى التفاؤل، خصوصا ان الحركة الاستقلالية فقدت الكثير من زخمها، أقلّه ظاهرا، كما ان العلاقات بين زعماء الحركة الاستقلالية ليست على ما يرام. فضلا عن ذلك، يجد الرئيس سعد الحريري نفسه مضطرا الى البقاء خارج لبنان لاسباب لم تعد تخفى على احد، في مقدمها التهديدات التي تستهدفه. سعد الحريري مستهدف بصفة كونه زعيما وطنيا قبل أي شيء آخر، اضافة بالطبع الى انه زعيم سنّي معتدل لديه تأثيره في كل المناطق اللبنانية من جهة وفي داخل سوريا من جهة اخرى. بصريح العبارة، يتحرّك النظامان السوري والايراني، اللذان خطفا الطائفة الشيعية الكريمة وحولاها رهينة، في اتجاه  تشجيع التطرف السنّي والمسيحي في لبنان. هدفهما محصورفي ايجاد مبرر لاحتفاظ "حزب الله"، اي الميليشيا الايرانية، ذات العناصر اللبنانية، بسلاحها الموجّه الى صدور اللبنانيين والسوريين في الوقت ذاته. كان وليد جنبلاط مهددا عندما كان زعيما وطنيا، في مرحلة ما بعد الرابع عشر من مارس 2005، اي في مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. عندما عاد زعيما درزيا فقط يهتم أوّل ما يهتم بشؤون طائفته الصغيرة، خفّت حدة التهديدات التي يتعرض لها، اقلّه نسبيا. الاهمّ من ذلك، ان هناك حاجة لدى النظامين الايراني والسوري للمحافظة على وليد جنبلاط، الذي يعاني من هاجس سقوط الجبل الدرزي في يد "حزب الله"، كي تبقى حكومة  الحزب الايراني في مكانها. هل افضل من هذه الحكومة لتغطية عملية عزل لبنان عن محيطه العربي، الخليجي خصوصا، وتدمير مؤسسات الدولة اللبنانية بشكل منظم الواحدة تلو الاخرى؟ نعم، ان الوضع سيء جدا في لبنان. كلّ لبناني يشعر بالاحباط وذلك ليس بسبب تدهور الوضع الاقتصادي فحسب، بل بسبب انفلات الغرائز المذهبية ايضا. وهذا الانفلات تعبّر عنه افضل تعبير قيادات "حزب الله"وبعض الشخصيات السنّية الملتحية واخرى مسيحية من ادوات الحزب الايراني على شاكلة  النائب  ميشال عون الذي لا دور له، في الوقت الراهن، سوىالترويج للفتنة. هذا هو الواقع اللبناني المرّ الذي لا يمكن تجاهله. انّه واقع مؤلم ومخيف في آن نظرا الى أنه يصب في عملية تستهدف افقار اهل البلد، عن سابق تصوّر وتصميم، ونشر البؤس في ارجائه. هل بات هذا الواقع قدرا؟ ذلك هو السؤال الذي يطرحه اللبنانيون على انفسهم في ظلّ الانهيار الاقتصادي بوتيرة لا سابق لها من جهة والتهديدات السورية الموجهة الى اهله والتي لفتت اخيرا مجلس الامن التابع للامم المتحدة من جهة اخرى. يمكن الاسترسال، الى ما نهاية، في سرد المشاكل التي يعاني منها لبنان. وهي مشاكل باتت تهدد صيغة العيش المشترك فيه بفعل اصرار "حزب الله" على الامساك بمفاصل البلد ونشر البؤس في كلّ زاوية من زواياه تنفيذا لخطة ايرانية واضحة كلّ الوضوح. لكنّ ما لا بدّ من ملاحظته في المقابل أنّ اللبنانيين ما زالوا يقاومون. فقد كان يوم الرابع عشر من آذار 2005 الذي انبثقت منه حركة الرابع عشر من آذار بداية تغيير كبير تجاوز حدود الوطن الصغير. من كان يصدّق ان الجيش السوري سيخرج يوما من لبنان؟ خرج الجيش السوري منه بعدما احتل مواقع معينة طوال ثلاثة عقود تقريبا تصرف خلالها كجيش احتلالومارس عبر ضبّاط الامن كلّ انواع التنكيل والوصاية والتشبيح. اخرجه دمّ رفيق الحريري ورفاقه. اخرجه اللبنانيون الذين نزلوا الى الشارع في الرابع عشر من آذار 2005.هؤلاء كانوا من كلّ الطوائف والمذاهب والمناطق والفئات الاجتماعية. هؤلاء ردّوا على الذين يشكرون النظام السوري على ما فعله بلبنان بدعوته الى الرحيل منه. وقد رحل تاركا لايران، عبر مسلحيها، سدّ الفراغ الامني الذي خلفه. كذلك، من  يصدّق الآن ان الشعب السوري ما زال حيّا على الرغم من نصف قرن من تحكم الاجهزة الامنية به ومحاولة تدجينهوالغائه واقناعه بأنّ الشعارت الفارغة التي تتحدث عن "مقاومة" و"ممانعة" ستطعمه خبزا وتؤمن مستقبلا افضل لابنائه؟ دخلت ثورة الشعب السوري سنتها الثالثة. سوريا ستتغيّر مثلما تغيّر لبنان. لا يمكن للثورة السورية الا ان تنتصر. سينتصر لبنان وستنتصر سوريا، على الرغم من كلّ المعاناة التي يمران بها. سينتصران لأنّ لا بشار ولا غيره يستطيع شطب الشعب السوري. لا شكّ ان البلدين يمرّان في فترة عصيبة وأنّ طموح بشّار الاسد تصدير ازمته الى خارج حدود بلده بدليل اختلاقه اعذارا لتهديد لبنان. هذه لعبة من الماضي لا اكثر ولا اقلّ. كل ما يستطيع بشّار فعله هو الرحيل. الرحيل اليوم قبل غد في حال كان يمتلك حدا ادنى من القدرة على استيعاب أن خروجه من لبنان عسكريا في نيسان- ابريل 2005، كان خروجا من سوريا ايضا. فالعدّ العكسي لنهاية النظام السوري بدأ في الرابع عشر من شباط- فبراير 2005 يوم اغتيال رفيق الحريري وباسل فليحان ورفاقهما.  حجم هذا الخطأ كان في حجم جريمة اقدام صدّام حسين في الثاني من آب- اغسطس 1990 على اجتياح الكويت... يومذاك، وقع الرئيس العراقي الراحل بيده الحكم بالاعدام الذي نفّذ به بعد ثلاثة عشر عاما من مغامرة الكويت! هل من يريد ان يتّعظ؟ هل من يريد ان يقتنع ان الحاكم، أي حاكم، لا يستطيع الانتصار على شعبه، مهما طال الزمن؟
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النظام السوري انتهى فيلبنان النظام السوري انتهى فيلبنان



GMT 21:13 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

درب السلام

GMT 21:12 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

لَا أَحسَبُ الشَّرَّ جَاراً!

GMT 21:10 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

من الوحدة الشاملة إلى براكين الدَّم والتَّشظّي

GMT 21:10 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«داعش» وأعياد نهاية العام

GMT 21:07 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المسيحية الصهيونية... من الهرطقة إلى تبرير الإبادة

GMT 21:06 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المعنى الغائب في أكثر صراعات العالم حضوراً

GMT 21:05 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

حين قرأ كسينجر لحسن البنا

GMT 21:04 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«ماغا»... رأب الصدع أم نهاية الائتلاف؟

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 04:11 2025 الخميس ,08 أيار / مايو

البرج الطالع وتأثيره على الشخصية والحياة

GMT 16:08 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الأمير فيصل بن فرحان يترأس وفد السعودية في قمة "بريكس بلس"

GMT 07:38 2023 الثلاثاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل 10 عطور رقيقة للعروس

GMT 19:43 2021 الخميس ,07 كانون الثاني / يناير

الأردني محمد الدميري يتفوق على السوري عمر السومة

GMT 19:02 2022 الجمعة ,07 كانون الثاني / يناير

ساؤول يتطلع إلى استعادة أفضل مستوياته مع تشيلسي

GMT 20:30 2021 الإثنين ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

أثيوبيا تنفي شنّ هجوم على السودان وتحمل متمرّدين المسؤولية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon