يعقوب موسى أبو القيعان

يعقوب موسى أبو القيعان

يعقوب موسى أبو القيعان

 لبنان اليوم -

يعقوب موسى أبو القيعان

بقلم -حسن البطل

بلاش المثل القديم: «اطلبوا العلم ولو في الصين». ماذا عن طلب شهادة دكتوراه في الرياضيات، لواحد من سكان قرية بدوية، غير معترف بها، تسمى «أم الحيران»، عدد سكانها 1000 نسمة؟

شتاء العام 2017 قتل يعقوب موسى أبو القيعان برصاص شرطة إسرائيل، أثناء عملية ترحيل. بعد ثلاث سنوات، اتضح أن موته لم يكن بسبب اشتباه بمحاولة دهس شرطي. الشرطي القاتل غيّر إفاداته الثلاث الأولى، واعترف أنه أطلق النار ليس على إطارات السيارة، بل على سائقها.

السائق الجريح فقد السيطرة على السيارة، التي تدحرجت ودهست شرطياً آخر هو إيرز ليفي.

رصاص بقصد قتل عمد ليعقوب صار دهساً عمداً للشرطي إيرز، لولا اعتراف متأخر، ثلاث سنوات، للشرطي القاتل للسائق أنه لم يكن يشعر بخطر على حياته، خلاف زعم مفتش الشرطة حينها، روني ألشيخ، واتهام الوزير جلعاد أردان للسائق القتيل بأنه «إرهابي». مع ذلك، قرر النائب العام، شاي نيتسان إغلاق الملف، بما فيه شهادة اعتراف متأخرة للشرطي وأفراد الشرطة الآخرين!

مرّت ثلاث سنوات على جريمة قتل أبو القيعان، وعُلم أنه زوج دكتورة آمال أبو سعد، وشقيق المفتش جبر أبو القيعان، وكان يُعِدّ، قبل مقتله رسالة دكتوراه في الرياضيات، وربما كان قد حاز شهادته لو عاش.

 تصوّروا أن زوج دكتورة يعد رسالة دكتوراه في قرية بدوية بالنقب، غير معترف بها، وعدد سكانها 1000 نسمة فقط!

على الأرجح، لا توجد في قرى النقب غير المعترف بها، ليس فقط كهرباء وتمديدات ماء، بل مدرسة ثانوية درس بها أبو القيعان (40 عاماً لدى مصرعه) درس في قرية أو مدينة أخرى.

بدوي في قرية غير معترف بها زوجته دكتورة، ويُعِدّ رسالة دكتوراه في الرياضيات. يعني: اطلبوا أعلى مراتب العلم.. ولو كنتم في قرية لا كهرباء ولا ماء فيها.

أثناء عملية الترحيل شُجّ رأس عضو الكنيست أيمن عودة، وتغطّى وجهه بدمه، وبعد ثلاث سنوات توفي والد يعقوب موسى أبو القيعان، دون أن يفرح بشهادة دكتوراه رياضيات لنجله.. وأمّا الشرطي القاتل فقد طوي ملف القتل، ولم يُطوَ ملف الترحيل!

مع السنوية الثالثة لما حصل في «أم الحيران»، جرت في قرية العراقيب، غير المعترف بها، عملية هدم أخرى للقرية هي الرقم 144، واعتقل لمرة أخرى شيخ القرية صياح الطوري، بزعم «غزو أراضي الدولة».

المباني الحجرية الوحيدة في قريتي «أم الحيران» و»العراقيب» هي، فقط، لقبور الراحلين، وأما مساكنهما فهي من الصفيح والأخشاب والنايلون، كما هو حال «قرية» سكان الخان الأحمر، الذي يتوسط مستوطنة «معاليه أدوميم»، و»ميشور أدوميم»، والمهدّد بالهدم المؤجّل للمرّة السادسة.

عشية وقفة العيد، آخر رمضان، كنتُ في الخان الأحمر، وكان هناك متضامنون أجانب، بينهم قليل من سكان مستوطنة «معاليه أدوميم»، الذين يعارضون الهدم، ويقولون إنهم يقيمون علاقات صداقة مع «أُناس لطفاء، حسّاسين ومحبّين للسلام».

سكان الخان الأحمر كانوا، قبل النكبة، في النقب، ويطالبون بالعودة إليه، علماً أن إسرائيل التي تقسّم أراضي الضفة إلى (أ) و(ب) و(ج) كانت قد قسمت كذلك أراضي بدو النقب. في قسم معين طردتهم خارج حدودها، وفي القسم الثاني نقلت بدواً آخرين إلى أرض المطرودين، وفي القسم الثالث اعتبرته «أراضي دولة».
فإلى قصة أخرى؛ أثناء عملية اقتحام لمخيم الأمعري في رام الله، حيث ألقى شاب من علو بلاطة على جندي أصابته في رأسه وقتلته، فكان أن اعتقل الشاب وهُدم بيته.. حصل هذا في شتاء عامنا الحالي.
في كانون الثاني من عامنا هذا، قُتلت السيدة عائشة الرابي (39 سنة) بحجر ألقاه أحد «فتيان التلال» من المستوطنين، وهي أم لثمانية أولاد، وكانت تسافر بسرعة 100كلم وإلى جانبها زوجها، وفي السيارة بعض أولادها.

حجر ألقاه المستوطن زنته 2 كغم على سيارة كانت تسير بسرعة 100كلم، وحطّم الحجر زجاج المقعد، وأصاب رأس السائقة. الفتى أنكر لكن حجره كان يحمل D.N.A بصاقه عليه.. وفي النتيجة نال المستوطن حكماً مخفّفاً، ولم يتم هدم بيته في مستوطنة «يتسهار» المتطرفة، كما حصل في مقتل جندي في مخيم الأمعري.

قصة مرعبة في قرية دوما، أسفرت عن مصرع عائلة حرقاً.. باستثناء طفل واحد، أصيب بحروق بليغة وتمّ له الشفاء، وعاش برعاية جدّه الذي رحل لاحقاً.

نال بعض شركاء الفتى المستوطن حكم البراءة، وواحد نال حكماً مخفّفاً، كحال الحكم على الجندي أزاريا الذي أجهز على الجريح الشريف، وتفاخر بفعلته أيضاً.

***
في قصة مقتل يعقوب موسى أبو القيعان، كذب الوزير جلعاد، أردان بوقاحة، واتهم أيمن عودة أنه «مخرّب»، أمّا آفي ديختر، قائد «الشاباك» السابق، فقد تمنّى أن يجد أيمن عودة مكانه في جهنّم العالم الآخر.
شارك أيمن عودة خطيباً في تظاهرة «أزرق ـ أبيض» ضد فساد نتنياهو وتوجهاته المعادية للديمقراطية، ولكن أحد أقطاب الحزب، موشي يعالون، انسحب ومعه أنصاره، بدعوى أن مشاركته جعلت «ليكوديين» ينسحبون.. إسرائيل تنجرف نحو يمين ـ اليمين في الاتجاه العام.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يعقوب موسى أبو القيعان يعقوب موسى أبو القيعان



GMT 14:27 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

وفاة الحلم الياباني لدى إيران

GMT 14:24 2019 الجمعة ,21 حزيران / يونيو

المواجهة الأميركية مع إيران (١)

GMT 05:35 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

موسكو في "ورطة" بين "حليفين"

GMT 05:32 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

(رحيل محمد مرسي)

GMT 05:28 2019 الخميس ,20 حزيران / يونيو

ضرب ناقلات النفط لن يغلق مضيق هرمز

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 11:59 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

يتحدث هذا اليوم عن مغازلة في محيط عملك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 14:39 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:04 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 04:58 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك

GMT 19:02 2021 الثلاثاء ,21 كانون الأول / ديسمبر

النجمة يخرج العهد من كأس لبنان

GMT 18:52 2021 الأربعاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

الجامعة اللبنانية وزعت نبذة عن رئيسها الجديد بسام بدران

GMT 15:33 2021 الإثنين ,05 تموز / يوليو

46 حالة جديدة من متحوّر “دلتا” في لبنان

GMT 18:30 2021 الثلاثاء ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مالك مكتبي يعود بموسم جديد من "أحمر بالخط العريض"
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon