كان يا ما كان كان اسمه الجيش الأول

كان يا ما كان.. كان اسمه "الجيش الأول"؟!

كان يا ما كان.. كان اسمه "الجيش الأول"؟!

 لبنان اليوم -

كان يا ما كان كان اسمه الجيش الأول

حسن البطل
ستردّ سورية (حسب زميلي الفلسطيني حسين حجازي ـ "الأيام" ص11) ولن ترد سورية (حسب زميلي السوري صبحي الحديدي "الأيام" ص13). وأنا؟ لن أضع وزناً في كفّة الرد أو كفّة عدم الرد، لكنني عشت سوريا، بشكل متواصل، حتى صعود حافظ الأسد.. وقد أروي كيف تحوّلت "حقيقة" إلى "خرافيّة". كان يا ما كان، كانت بين سورية وإسرائيل منطقة عازلة منزوعة السلاح، هي جزء من فلسطين، حسب خارطة "سايكس ـ بيكو". كان يا ما كان، كانت الجرّارات الزراعية الإسرائيلية تحاول التقدم لقضم ما تستطيع من هذه المنطقة.. وكانت مدفعية الجيش السوري على المرتفعات، تصبّ حممها، وتعيق التقدم. كان يا مكان، كان مراقبو الهدنة على الحدود يرفعون تقارير الاشتباكات إلى مجلس الأمن الدولي، وكان هذا المجلس قد أصدر، حتى انفصال سورية عن مصر في أيلول 1961، حوالي 93 قراراً تدين إسرائيل بخرق الهدنة، مقابل 3 قرارات تدين سورية.. والباقي يدين الطرفين. كان يا ما كان، قال الجنرال دايان في مذكراته: إن إسرائيل هي التي كانت تبادر إلى التسبّب بخرق الهدنة. كان يا ما كان، كانت سورية، قبل الوحدة مع مصر، تخصّص 50% من ميزانيتها لبناء الجيش، حتى صار يُقال إنه "خط ماجينو" الشرق الأوسط.. إلى أن نقل الجاسوس كوهين خرائط خطوط التحصينات إلى إسرائيل، مدعياً أنه مهاجر سوري إلى أميركا اللاتينية، ويدعم حزب البعث، الذي صرّح له بزيارة "خط ماجينو". كان يا ما كان، المخابرات المصرية، بعد الانفصال، هي التي حذرت السوريين "هناك جاسوس" وبالتالي، هاجم رئيس الأركان السوري آنذاك بنفسه، أحمد سويدان، وكر الجاسوس قرب "قصر الضيافة" السوري وسط دمشق.. وأعدم كوهين. كان يا ما كان، في العامين 1955 ـ 1956 نظمت سورية أوسع حملة تبرع شعبية وأنجحها، حتى اسم "أسبوع التسلح".. من الدول الاشتراكية (صفقة الأسلحة التشيكية).. كانت الحملة خرافية الاتساع والمشاركة.. والنجاح! كان يا ما كان، بعد الوحدة مع مصر، أطلق جمال عبد الناصر على الجيش السوري، بعد أن خفّض ميزانية الجيش إلى 25%، اسم "الجيش الأول" وعلى الجيش المصري اسم "الجيش الثاني".. وكانت جبهة الجولان هي الوحيدة التي تقوم بها الجيوش العربية بالصدّ الناري والسريع للتقدم الإسرائيلي. كان يا ما كان، كانت الجيوش العربية (وما زالت) أكثر خبرة بالمدفعية، بينما الجيش الإسرائيلي أكثر خبرة بالطائرات والدبابات.. وكانت أبرز معارك التصدي التي خاضها الجيش الأول هي "معركة التوافيق" 1960. *** من فضلكم، لا تتهموا الجيش السوري لأنه حافظ على هدنة (وقف النار) في الجولان منذ حرب 1974 (عملياً منذ 1967)، فلم يعد الجيش جيشاً وطنياً، بل صار جيشاً عقائدياً، أي جيش "حزب البعث". هذه خلفية، كانت حقيقة وصارت خرّافيّة، منذ فشل الجيش السوري في لبنان عام 1982 في الدفاع عن لبنان وعن نفسه (حيث خسر ثلث سلاح الجو) وكانت علائم الفشل تبدّت قبل حرب أكتوبر (تشرين الأول) 1973، عندما نصب سلاح الجو الإسرائيلي كميناً لسلاح الجو السوري قبالة الساحل السوري، وكانت النتيجة سقوط 13 طائرة سورية مقابل لا شيء إسرائيلية. هل تعرفون السبب؟ قال طيار سوري سقطت طائرته لأخي: "لم نر شيئاً" فقد أطلق الإسرائيليون النار على الطائرات السورية "من وراء الأفق".. ربما بصواريخ "هِلْ فاير" الأميركية. كان يا ما كان، غيّرت سورية تكتيكها العسكري من "التوازن الاستراتيجي" إلى الدفاع الجوي "وسلاح ردع" كيميائي أو مشروع سلاح نووي. لم يردّ أسد سورية الشاب عام 2007 على تدمير المشروع النووي، وعلى انتهاكات عديدة لسيادة سورية.. ولكنه تحالف مع روسيا لسلاح دفاع جوي فعّال جداً وحديث (اس 300) وسلاح دفاع بحري ـ بحري (إيخونت) واعتبرتهما إسرائيل "مخلّة بالتوازن". لو أن سورية ردّت في العام 2007 لتغيرت حسابات إسرائيل، ولصارت سورية ذراع ودرع "الممانعة" بالاستناد إلى إيران و"حزب الله". نعم، هناك "مؤامرة" دولية.. إقليمية على سورية، وسببها غباء النظام السوري منذ رفض تسوية ممكنة مع إسرائيل، إلى أن استخدم العنف ضد التمرد الشعبي السوري.. إلى أن صارت سورية مثل إسبانيا (الحرب الأهلية، قبل صعود فرانكو). *** الآن، لن تنتصر المعارضة.. إلاّ على سورية ـ البلد، ولن ينتصر النظام.. إلاّ على خراب سورية ـ البلد، وبلغت الخسائر المادية 200 مليار دولار، والقتلى حوالي 70 ألف ضحية. هل يلزم "شمشون سوري"؟ أو أن سورية تلكّأت في لعب أوراقها بنفسها، لا عَبر إيران و"حزب الله".. إلى أن وصلت سورية حافة الخراب.. بعد خراب العراق ومشروع خراب مصر! كان يا ما كان، الخرافة تحاكي أحلام الواقع، لكن الحقيقة صارت خرّافيّة. عالم عربي ينهار! ملاحظ: بدأ الانهيار السوري منذ شاركت سورية في الحرب على العراق (أُكِلْتُ يومَ أُكِلَ الثور الأبيض) كما تقول القصة الخرافيّة؟
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كان يا ما كان كان اسمه الجيش الأول كان يا ما كان كان اسمه الجيش الأول



GMT 18:40 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أسقط الركن الثالث

GMT 18:39 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

بين القوانين والإعلانات والأخلاق

GMT 18:38 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

عام «سَوْقَنَة» القضايا

GMT 18:37 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتية الإيرانية في انتظار الاختبار الصعب

GMT 18:18 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

2026... عام التوضيحات؟

GMT 18:14 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

العراق ما بين تاريخين

GMT 18:13 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

يحمل اسم زويل

GMT 18:12 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

هند رستم.. الأنوثة قبل الإغراء دائمًا!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 18:08 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 لبنان اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 17:24 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح
 لبنان اليوم - الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 22:30 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:17 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 13:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:23 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

حريق كبير في بينو العكارية اللبنانية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon