إعلام فاجر أم نظام مجرم

إعلام فاجر أم نظام مجرم؟

إعلام فاجر أم نظام مجرم؟

 لبنان اليوم -

إعلام فاجر أم نظام مجرم

حسن نافعة
كثيراً ما يوصف الإعلام المصرى، خاصة من جانب الحزب الحاكم والقوى المتحالفة معه، بأنه «إعلام فاجر». وقد وصل التناقض بين النظام الحاكم والإعلام القائم حداً وصل إلى حد إقدام أنصار هذا النظام على محاصرة مدينة الإنتاج الإعلامى والاعتداء البدنى، ليس فقط على الإعلاميين وإنما على ضيوفهم أيضاً. ورغم تسليمى بارتكاب بعض وسائل الإعلام تجاوزات تستوجب الحساب، وربما العقاب، فإننى على قناعة تامة بأن هذه التجاوزات ليست مقصورة على الإعلام «الخاص» أو «المستقل» أو «المعارض»، وإنما تشمل جميع العاملين فى حقل الإعلام، بما فى ذلك الإعلام «الرسمى» أو المملوك لأفراد أو جماعات موالية للنظام الحاكم حالياً. بل إننى لا أبالغ إن قلت إن الأخطاء المهنية والأخلاقية والقانونية التى ترتكبها وسائل إعلام قريبة من هذا النظام، تسبّ الفنانين والمبدعين وتكفّر المعارضين وتحرّض على استخدام العنف ضد المخالفين، ربما تكون أكبر وأشد ضرراً. ولأن النظم المستبدة تفضل العتمة وتخشى الشفافية، فمن الطبيعى أن تكره الإعلام الحر وأن تلجأ إلى محاربته، لذا من المحتم أن تصل العلاقة بينهما إلى الصدام عند نقطة ما. وأظن أن هذه النقطة باتت أقرب مما يتصور الكثيرون. فمنذ أيام نشرت صحيفة «الفجر» وثيقة، قالت إنها صورة من استقالة مسببة كان قد تقدم بها الدكتور إحسان كميل جورجى، رئيس الطب الشرعى السابق، إلى وزير العدل، فيما يلى نصها: «معالى السيد المستشار وزير العدل.. أتقدم باستقالتى من منصبى للأسباب الآتية: 1ـ استحالة ممارستى عملى تحت هذا الكم الرهيب من الضغوط النفسية غير المحتملة. 2ـ استحالة ممارستى عملى وإرضاء ربى وضميرى بعد أن تعرضت لتهديدات مكتوبة ومسموعة، تؤكد التنكيل بى، ووصلت إلى أقصى درجاتها عندما تم تهديدى وأسرتى بالقتل ذبحاً وحرقاً. 3ـ استحالة ممارستى عملى بعد أن تحولت المصلحة إلى ملكية خاصة لبعض القيادات الإخوانية والشرطية والبعض من الإخوة والزملاء العاملين بالمصلحة، حتى وصل الأمر لاختفاء الكثير من الجثث وطمس وتشويه معالم بعض الجثث الأخرى. 4ـ استحالة ممارستى عملى بعد أن وصلت الأمور إلى حدود غير مقبولة وغير قانونية لإجبارى على التلاعب فى تقارير الصفة التشريحية، حتى وصلت إلى أعلى السقف عندما تم تمزيق تقرير الصفة التشريحية لجثة المواطن المصرى محمد الجندى وإلقاء قصاصات التقرير فى وجهى، ووصل الأمر إلى البصق فى وجهى وتوجيه أقصى ما يمكن احتماله من سباب ولعنات وشتائم ومحاولة الاعتداء على شخصى». إذا كانت «الوثيقة» المنشورة بالصحيفة المذكورة صحيحة، فنحن بالقطع أمام نظام «مجرم»، لأنه لا يتورع عن قتل معارضيه من النشطاء السياسيين، ويزوّر فى تقارير الطب الشرعى حتى لا تُكتشف جرائم القتل والتعذيب التى يرتكبها فى حق المواطنين، وبالتالى لا مكان فى مثل هذا النظام لسيادة القانون أو لتطبيق العدالة أو لاستقلال القضاء. أما إذا كانت هذه الوثيقة مزورة فنحن بالقطع أمام إعلام «فاجر»، لأنه لا يتورع عن ارتكاب أبشع أنواع الكذب وتشويه الحقائق. ولأنه قد يتسبب بذلك فى إحداث بلبلة يمكن أن تؤدى إلى فتنة لا تُبقى ولا تذر، يتعين تقديم كل الضالعين فيها إلى المحاكمة وإنزال أقسى العقاب بهم. والسؤال: هل يجرؤ النظام الحاكم على تشكيل لجنة تحقيق مستقلة؟ أظن أن تشكيل مثل هذه اللجنة بات أمراً يستحيل تجنبه، باعتباره الوسيلة الوحيدة لتحديد ما إذا كنا إزاء «نظام مجرم» أم «إعلام فاجر»، ولمحاولة الكشف عن تلك الأصابع الخفية التى كثر الحديث عنها فى الآونة الأخيرة، والتى تحاول تدمير هذا البلد الأمين الذى لا أشك لحظة فى أن الله سبحانه وتعالى سيحميه، وسيرد كيد الكائدين له فى نحورهم. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إعلام فاجر أم نظام مجرم إعلام فاجر أم نظام مجرم



GMT 17:17 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

ميلاد مجيد محاصر بالتطرف

GMT 17:16 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حكومة العالم

GMT 17:15 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

هل انتهى السلام وحان عصر الحرب؟!

GMT 17:15 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟

GMT 17:13 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مقتل الديموغرافيا

GMT 17:12 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مبدأ أثير لدى ساكن البيت الأبيض

GMT 17:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماذا تبقى من ذكرى الاستقلال في ليبيا؟

GMT 17:10 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظاهرة الأصولية وحالة «التأقلم الماكر»

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 22:30 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:17 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 13:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:23 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

حريق كبير في بينو العكارية اللبنانية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon