حلب انتصرت الهمجية

حلب.. انتصرت الهمجية

حلب.. انتصرت الهمجية

 لبنان اليوم -

حلب انتصرت الهمجية

بقلم : معتز بالله عبد الفتاح

من يتابع ما يحدث فى حلب يصل إلى استنتاج أن العالم رجع إلى واحد من أسوأ عهوده البربرية من المنظور الإنسانى ومرحلة جديدة من الصراع فى سوريا. وكما جاء على موقع «بى بى سى»، نشرت صحيفة «صاندى تلغراف» مقالاً تحليلياً عن تبعات سيطرة القوات السورية الحكومية على مدينة حلب، وخروج فصائل المعارضة المسلحة منها، وتأثير ذلك على النزاع المسلح فى البلاد.

يقول الكاتب كون كوغلين إن النصر الذى حققته القوات السورية الحكومية فى حلب لا يُتوقع أن ينهى النزاع فى البلاد، لأن فصائل المعارضة المسلحة تعهدت بمواصلة القتال. ويذكر كوغلين أن حلب كانت منذ اندلاع النزاع ضد نظام الرئيس بشار الأسد محط أنظار المعارضة المسلحة، لأن المدينة بعدد سكانها البالغ أكثر من مليونين، تُعتبر مركزاً مالياً واقتصادياً فى سوريا.

ويضيف أن المدينة لم تكن فى البداية مسرحاً للاحتجاجات التى بدأت فى عام 2011، «لكن الانتفاضة وصلت إليها سريعاً بحكم قربها من تركيا، التى تدعم السنة فى سوريا فى سعيهم لإسقاط الدكتاتورية العلوية، المتحالفة مع إيران الشيعية». ولم تتمكن فصائل المعارضة المسلحة فى هجومها عام 2012 من السيطرة على كامل حلب، التى بقيت مقسمة بين قوات النظام المدعومة من روسيا وإيران غرباً والمعارضة المدعومة من دول غربية وعربية شرقاً.

ويقول الكاتب إن التدخل الروسى فى النزاع عام 2014 هو الذى رجح الكفة ميدانياً لصالح القوات الموالية للنظام السورى، وإن الرئيس الروسى فلاديمير بوتين تدخل فى سوريا بعد تراجع الولايات المتحدة وبريطانيا عن تعهدهما بقصف النظام السورى إذا واصل استعمال الأسلحة الكيماوية ضد الشعب السورى.

«وسمح التعاون بين الغارات الجوية الروسية وقوات الحرس الثورى الإيرانى والميليشيات الشيعية مثل حزب الله لقوات النظام بشن حملة لاستعادة السيطرة على كامل حلب»، وتكون بذلك أحكمت سيطرتها على كبريات المدن فى البلاد، بحسب ما ورد فى المقال.

لكن الكاتب يستبعد أن تنهى معركة حلب النزاع فى سوريا، لأن الكثير من فصائل المعارضة المسلحة تعهدت بمواصلة القتال، حتى إن اضطرت إلى الانسحاب من المدينة، ويتوقع أن تنتهج هذه الفصائل حرب العصابات، التى يعرفها الجيش الروسى منذ حرب أفغانستان فى الثمانينات.

ويقول كوغلين إن النظام السورى لا بد أن يدرك أن الوحشية التى تعامل بها مع المدنيين العالقين وسط المعارك لا يمكن إلا أن تزيد فى حشد أتباع الجماعات المقاتلة مع المعارضة. ويتوقع الكاتب أيضاً من تركيا والسعودية ردة فعل على سقوط حلب بمواصلة دعم الجماعات المقاتلة ضد الأسد والإيرانيين.

إن ما حدث فى حلب نصر كبير للرئيس بشار الأسد وإدانة للغرب لأنه لم يقدم الدعم المناسب لهؤلاء الذين يقاتلون منذ 2011 من أجل إسقاطه.

كما نشرت صحيفة الأوبزرفر مقالاً تحليلياً عن المصالح التى حققتها إيران وروسيا من السيطرة على حلب، وبيان نقاط التقاطع والتنافر بينهما مستقبلاً فى سوريا. ويقول مارتن تشولوف فى مقاله إن وقف إطلاق النار يعد تتويجاً لتدخل موسكو فى حلب، ويعطيها أحقية المشاركة فى صياغة أى اتفاق للسلام، بعد 15 شهراً من القصف الجوى على مناطق المعارضة.

أما طهران فترى أن السماح للمدنيين والمسلحين بالخروج من حلب يُفقدها بعض القوة، خاصة أن نفوذ إيران أصبح يحجب دور روسيا.

ويضيف أن إيران رفضت خروج المدنيين المحاصرين فى حلب، رغم اتفاق تركيا وروسيا على ذلك، وطالبت فى المقابل برفع الحصار عن بلدتين تسكنهما أغلبية شيعية شمالى حلب هما الفوعة وكفريا.

ويقول إن «حلب مهمة فى استراتيجية إيران بالمنطقة، إذ تسعى طهران إلى إنشاء خط برى مفتوح للشيعة باتجاه البحر المتوسط، واقترحت إرسال السوريين السنة إلى محافظة إدلب وجلب الشيعة من الفوعة وكفريا إلى الزبدانى».

حلب ليست فقط مأساة إنسانية ولكنها خطوة فى اتجاه سيطرة إيران على مفاصل المنطقة.

المصدر : صحيفة الوطن

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلب انتصرت الهمجية حلب انتصرت الهمجية



GMT 07:23 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

أكثر ما يقلقنى على مصر

GMT 05:23 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

من المعلومات إلى القيم والمهارات

GMT 06:34 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

جاستن ترودو: رئيس وزراء كندا - الإنسان

GMT 05:38 2017 الخميس ,16 شباط / فبراير

نصائح للوزراء الجدد

GMT 06:07 2017 الثلاثاء ,14 شباط / فبراير

من أمراضنا الأخلاقية

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 06:50 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال نيوزيلندا العنيف يتسبب في تحريك جزر رئيسية

GMT 22:25 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

3مستحضرات فقط تخفي علامات تعب وجهك نهائيا

GMT 18:35 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

5 أسرار لتطبيق المكياج من أجمل نساء بريطانيا

GMT 16:57 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"موريشيوس" ملاذ رومانسي ساحر لقضاء شهر العسل

GMT 13:05 2012 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

إضراب في مطار شرم الشيخ يتسبب في إغلاق جزئي أمام السياح

GMT 04:44 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

لاكوتريبيس يعلن اكتشاف حقل غاز على سواحل قبرص

GMT 18:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت دفع فاتورة حساب المطعم

GMT 10:31 2013 الجمعة ,23 آب / أغسطس

نظافة المدرسة من نظافة الطلاب والمدرسين

GMT 07:27 2014 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جائزة لـ«فقه العمران»
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon