الرئاسة ونظرية شعاع الليزر

الرئاسة ونظرية شعاع الليزر

الرئاسة ونظرية شعاع الليزر

 لبنان اليوم -

الرئاسة ونظرية شعاع الليزر

معتز بالله عبد الفتاح

قال محدثى، وهو مهندس استشارى كبير فى قطاع الكهرباء وتابع الأزمة من بدايتها حتى النجاح فى مواجهتها، إن ما حدث فى قطاع الكهرباء فى مصر فى السنتين السابقتين عمل استثنائى بكل معنى الكلمة. ودون الدخول فى التفاصيل الرقمية لما كنا عليه وما أصبحنا عليه، فمن الواضح أن ما كنا نعانى منه فى ٢٠١٢ و٢٠١٣ من انقطاع دورى للتيار الكهربائى وعجز الكثير من المصانع عن الإنتاج بكامل طاقتها نتيجة نقص الكهرباء، لم يعد موجوداً الآن.

وبسؤال محدثى عن السر وراء ذلك كانت الإجابة: الدولة بكامل أجهزتها تدخلت لحل هذه المشكلة، بدءاً من الرئاسة، مروراً بالقوات المسلحة ووزارة الكهرباء ووزارة الطاقة وغيرها من الهيئات الحكومية والقطاع الخاص ومتخصصين مصريين من داخل مصر وخارجها.

وأشار محدثى إلى أن رئيس الجمهورية كان يتدخل بنفسه فى الكثير من الأمور الفنية والمالية ويتواصل مع شركات مصرية وأجنبية حتى يضمن ثلاثية: «أعلى كفاءة، أرخص سعر، أسرع وقت»، وقد كان.

بل إن الحكومة تشجع القطاع الخاص على الاستثمار فى الطاقة المتجددة وعلى رأسها الطاقة الشمسية.

ثم انتقل الحديث من قطاع الكهرباء إلى قطاعات أخرى تدار بنفس الطريقة، وعلى رأسها قطاع المواصلات والنقل وما يرتبط بهما من استثمارات هائلة فى عدد من المشروعات الكبيرة التى ستؤدى فى النهاية إلى نقل جزء كبير من الاستثمارات، وبالتالى الكتلة البشرية من حيث هى متركزة تاريخياً إلى صحراء نغزوها بالطرق ونوفر لها الطاقة.

إدارة الملفات بهذه الطريقة تقوم على ثلاثية: تكثيف كل الجهود المتاحة لتحقيق إنجاز كبير ثم البناء عليه.

إذن هى معادلة: «جهود مكثفة + إنجاز كبير + البناء عليه».

هناك نظرية فى إدارة الموارد تسمى نظرية «شعاع الليزر» الذى هو أقرب إلى التكثيف الشديد لكل جزيئات الشعاع المطلوب فى منطقة فيها عطب شديد بحيث يتم علاجها المركز على نحو يقضى على المرض تماماً.

ويبدو أن قطاعات العمل العام فى مصر ستدخل إلى هذه العملية تباعاً، وسيأتى اليوم الذى نجد فيه رئيس الجمهورية يجلس مع كافة قطاعات العمل العام المعنية بقضية مثل التعليم لمناقشة تفاصيلها الدقيقة من أحوال المدرس المعيشية لمستوى تدريبه، إلى كثافة الفصول، إلى محتوى المقررات التعليمية، إلى حاجة مصر المادية من أراضٍ جديدة لإنشاء مجمعات تعليمية، إلى مواكبة التطورات العالمية فى الاستفادة من تكنولوجيا التعليم، بحيث تتحول مصر إلى المكانة التى تليق بها فى هذا القطاع.

أسباب التفاؤل كثيرة ومتنوعة، وتفتح مصر الآن ملفات كان مسكوتاً عنها لسنوات طويلة، بما يعنى أننا نبحث فى أصل الداء وليس فقط فى أعراضه.

وكم أتمنى أن تقوم أجهزة الدولة المختلفة، الحكومية والخاصة، بفتح ملفات أخرى تعوق نهضتنا، وعلى رأسها ملف الزيادة الأرنبية / السكانية الذى هو سرطان ينال من قدرتنا على الانطلاق.

ملف الكهرباء كان مناسبة الحديث عن طريقة إدارة الملفات فى مصر الآن، ويبدو أنه المنهج الذى تنتهجه الرئاسة فى التعامل مع الملفات: فتح ملف استراتيجى وتركيز كل الطاقات المتاحة والمطلوبة فيه ثم الاستفادة منه فى بناء إنجازات أكبر.

قولوا يا رب نرى بأعيننا نجاحات أكثر وأكثر تطمئن قلوبنا وتنقلنا إلى الأمام.

آمين.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئاسة ونظرية شعاع الليزر الرئاسة ونظرية شعاع الليزر



GMT 21:13 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

درب السلام

GMT 21:12 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

لَا أَحسَبُ الشَّرَّ جَاراً!

GMT 21:10 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

من الوحدة الشاملة إلى براكين الدَّم والتَّشظّي

GMT 21:10 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«داعش» وأعياد نهاية العام

GMT 21:07 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المسيحية الصهيونية... من الهرطقة إلى تبرير الإبادة

GMT 21:06 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

المعنى الغائب في أكثر صراعات العالم حضوراً

GMT 21:05 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

حين قرأ كسينجر لحسن البنا

GMT 21:04 2025 السبت ,27 كانون الأول / ديسمبر

«ماغا»... رأب الصدع أم نهاية الائتلاف؟

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 11:59 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

يتحدث هذا اليوم عن مغازلة في محيط عملك

GMT 20:21 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 14:39 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

ينعشك هذا اليوم ويجعلك مقبلاً على الحياة

GMT 09:04 2023 الإثنين ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

خبير طبي يؤكد أن التدفئة مهمة جدًا للأطفال الخدج

GMT 11:33 2020 السبت ,29 شباط / فبراير

تنعم بحس الإدراك وسرعة البديهة

GMT 04:58 2025 السبت ,13 كانون الأول / ديسمبر

أفكار متنوعة لترتيب وسائد السرير

GMT 22:04 2021 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 19:17 2022 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

التيشيرت الأبيض يساعدك على تجديد إطلالاتك
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon