عاجل إلى المصرى طلّع النهضة اللى جواك

عاجل إلى المصرى: طلّع النهضة اللى جواك

عاجل إلى المصرى: طلّع النهضة اللى جواك

 لبنان اليوم -

عاجل إلى المصرى طلّع النهضة اللى جواك

معتز بالله عبد الفتاح

عسى لمرة واحدة نفكر كمصريين فقط.
مصرى فقط.. بلا أى اعتبارات أخرى لأى قضية أخرى أو انتماء آخر..
فرحة المصريين، أو على الأقل المصريين غير «المرسيين» (نسبة إلى الدكتور مرسى) حقيقية.
يختلط فيها الشعور بالفخر لأنهم عاشوا حتى رأوا مستشاراً فاضلاً يسلم السلطة لرئيس منتخب مع الشعور بالفرحة لأنهم بتضحياتهم الكثيرة فى السنوات الطويلة أخيراً جاء لهم عائد تضحياتهم.
فرحة المصريين اليوم حقيقية. هم لا يفرق معهم من يحكمهم، هم معنيون أكثر بكيف يحكمهم.
وعلى هذا، فالولاء والدعم الذى يحظى به الرئيس السيسى ليس من نوعية دعم الإخوان للدكتور مرسى (القائم على قَسَم سمع وطاعة، حتى لو الدكتور مرسى فى طريقه لتدمير البلد والزج بها فى أتون حرب أهلية).
وإنما هو ولاء وظيفى مشروط.. مشروط بأن يقوم الرئيس السيسى بواجبه على النحو الذى يضمن له وللمصريين حداً أدنى من يقين أن البلد يسير فى الاتجاه الصحيح.
البلاد بحاجة لمن تثق فيه، ومعظم الناس آملة خيراً فى من انتخبوا. وهذا حقهم لأنه لولا الأمل والثقة أن بعد العسر يسراً لما استمرت أو استقرت الحياة.
لكن هذا كله لا ينفى أننا لا نريد «زعيماً» بقدر ما نريد موظفاً عاماً بدرجة رئيس الجمهورية: قوى فى غير ظلم، أمين فى غير رومانسية بلهاء.
أتذكر قصة من التراث تقول إن «أبا مسلم الخولانى» دخل على معاوية بن أبى سفيان، فقال: «السلام عليك أيها الأجير».
فقالوا: «قل: السلام عليك أيها الأمير». فقال معاوية: «دعوا أبا مسلم فإنه أعلم بما يقول». ولكن أبناء هذا الجيل سيختلفون مع أبى مسلم الخولانى جزئياً. لماذا؟ يذكر ابن تيمية فى كتابه «السياسة الشرعية» أن أبا مسلم فسّر كلمة الأجير بقوله: «إنما أنت أجير استأجرك رب هذه الغنم لرعايتها، فإن أنت هنأت جرباها، وداويت مرضاها، وحبست أولاها على أخراها: وفّاك سيدها أجرك. وإن أنت لم تفعل عاقبك سيدها».
فلنختلف مع أبى مسلم الخولانى ونقول: نشكر لك اجتهادك، ولكننا لسنا بغنم، وحساب من يحكمنا سيكون عندنا فضلاً عن حسابه عند ربه. إنما عبدالفتاح السيسى وكل مسئول هو أجير اختاره أغلب الشعب: فلاحيه وعماله وموظفيه وشبابه، كى يكون «خادماً عاماً» (public servant) بالأجر ولفترة محددة. وواجبنا أن نعينه وأن نعين أنفسنا بالجهد والعمل من أجل مستقبل أفضل لنا جميعاً.
يا أهل مصر، أرجوكم طلّعوا العمل والاجتهاد الذى داخلكم.
يا أهل مصر، لا تملّوا المحاولة. إنما أنتم مثل سيدنا إبراهيم الذى كان يبحث عن الإله، فلما رأى كوكباً قال هذا ربى، ولما أفل أنكره. وهكذا مع القمر والشمس؛ فى كل مرة يقول هذا ربى. إلى أن يوقن بأنه ليس هو ما يبتغيه.
هذا ما فعلناه مع كل من حكمنا. نقول: هذا هو الزعيم المخلِص والمخلّص، فلما يفشل نفقد شيئاً من الأمل حتى نبحث عن غيره.
أسأل الله أن تكون هذه هى اللحظة التى نجد فيها ضالتنا وأن نخرج ما فينا من طاقة العمل والأمل من أجل مستقبل أفضل. وأن نكون مثالاً لقول الله تعالى: «وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ».
اللهم أعنّا حاكمين ومحكومين على أن نرى خير هذا البلد وأن نعمل من أجله. آمين.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى المصرى طلّع النهضة اللى جواك عاجل إلى المصرى طلّع النهضة اللى جواك



GMT 14:58 2025 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

عقليّة الغلبة دمّرت لبنان

GMT 14:32 2025 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

محارق

GMT 14:31 2025 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

صورة المسلم بين عائلتين

GMT 14:30 2025 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

حزب البعث اللبناني: أهمية ما ليس مهماً

GMT 14:29 2025 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

جوع وصقيع وفزع

GMT 14:29 2025 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

أبواب دمشق

GMT 14:28 2025 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

«كايسيد»... الحوار هو الخيار

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا والحوار المهيكل

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 06:50 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال نيوزيلندا العنيف يتسبب في تحريك جزر رئيسية

GMT 22:25 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

3مستحضرات فقط تخفي علامات تعب وجهك نهائيا

GMT 18:35 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

5 أسرار لتطبيق المكياج من أجمل نساء بريطانيا

GMT 16:57 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"موريشيوس" ملاذ رومانسي ساحر لقضاء شهر العسل

GMT 13:05 2012 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

إضراب في مطار شرم الشيخ يتسبب في إغلاق جزئي أمام السياح

GMT 04:44 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

لاكوتريبيس يعلن اكتشاف حقل غاز على سواحل قبرص

GMT 18:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت دفع فاتورة حساب المطعم

GMT 10:31 2013 الجمعة ,23 آب / أغسطس

نظافة المدرسة من نظافة الطلاب والمدرسين

GMT 07:27 2014 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جائزة لـ«فقه العمران»
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon