عاجل إلى المصريين محور القناة قاطرة حياة

عاجل إلى المصريين: محور القناة قاطرة حياة

عاجل إلى المصريين: محور القناة قاطرة حياة

 لبنان اليوم -

عاجل إلى المصريين محور القناة قاطرة حياة

معتز بالله عبد الفتاح

أتمنى أن يكون ما حدث بالأمس باب خير لمصر ولشبابها. وأتمنى أولاً أن نعى معنى وجود هذا المحور الاقتصادى المهم.

وسأبدأ بتجربة الصين التى احتفلت فى عام 2010 بالذكرى الثلاثين لتأسيس «شنتشن» كأول منطقة خاصة للإصلاح الاقتصادى، وكانت هذه المنطقة هى النموذج الذى اعتمدته الصين فى مناطق مختلفة عن طريق بناء المناطق الاقتصادية الخاصة. كانت هذه التجربة الصينية نقطة الانطلاق فى دعم آلاف الأسر المزارعة الصينية ثم ملايين الشباب الصينى الذى كان عاطلاً عن العمل؛ حيث انتقل عدد كبير من الشباب الصينى إلى العمل فى هذه المناطق الاقتصادية الخاصة المتخصصة فى التصنيع من أجل التصدير، وهو ما تطلب إعادة تأهيل قطاع واسع منهم بما يتناسب مع حاجات هذه المناطق.

هذه المناطق الاقتصادية الخاصة، التى ينبغى أن يكون محور قناة السويس على نهجها، تمتلك خصائص تجعلها قادرةً على القيام بالتعديل الذاتى المستمر والتطوير السريع وفقاً للطلب فى السوق الدولية.

وسأعطى لحضراتكم نبذة عن القواعد المنظمة للمناطق الاقتصادية الخاصة فى دولة الإمارات العربية المتحدة، التى نجحت فى أن تنقلها إلى وضع اقتصادى متميز، حيث يعتبر تأسيس شركة تجارية فى إحدى المناطق الحرة فى الإمارات من الخيارات الجاذبة للمستثمرين الأجانب، وذلك بفضل التسهيلات والحوافز التالية التى تقدمها هذه المناطق للمستثمرين، مثل امتلاك المستثمرين الأجانب للشركات بنسبة 100%، ودون الحاجة إلى شريك محلى، والإعفاء الكامل من ضرائب الاستيراد والتصدير، وحرية تحويل رأس المال والأرباح بالكامل، وإعفاء الشركات من الضرائب لمدة 15 سنة قابلة للتجديد لمدة مماثلة، وعدم وجود ضرائب على الدخل الشخصى، والمساعدة فى توفير العمالة وخدمات الدعم الإضافية مثل الكفالة والسكن.

وتتحكم فى كل منطقة حرة داخل دولة الإمارات سلطة مستقلة تناط بها مسئولية إصدار رخص التشغيل ومساعدة الشركات على تأسيس الأعمال فيها. ويمكن للمستثمر تسجيل شركة جديدة على هيئة مؤسسة منطقة حرة، أو ترخيص فرع أو مكتب تمثيلى للشركة القائمة أو الشركة الأم، سواء أكانت محلية أم أجنبية. تعد مؤسسة المنطقة الحرة شركة ذات مسئولية محدودة وتكون محكومة بالقوانين والأنظمة المعمول بها فى المنطقة الحرة التى تأسست بها. لا تخضع مؤسسة المنطقة الحرة لبنود قانون الشركات التجارية، إلا فى حال حصولها على الجنسية الإماراتية، وذلك بشرط أن تمتلك المنطقة الحرة شروطاً خاصة بها، لتنظيم عمل مثل هذه المؤسسات.

طيب فى ضوء هذه الشروط، ما استفادة الدولة من كل ما سبق؟

هنا الدولة تصبح حاضنة للنشاط الاقتصادى وتستفيد من انتقال المعارف والتكنولوجيا وأساليب الإدارة إليها، كما أن عدداً كبيراً من مواطنيها يتحوّلون من البطالة إلى التشغيل، فضلاً عن أن الدولة يمكن أن تفرض جمارك على السلع والخدمات التى تقدم من المستثمرين فى المناطق الاقتصادية إلى المواطنين المحليين، وكأن الدولة تستورد من نفسها، بدلاً من أن تستورد من الشركة نفسها فى بلدها الأم.

أعود إلى التجربة الصينية، حيث أدت إلى تطور المناطق الاقتصادية الخاصة تدريجياً إلى كل المناطق الساحلية، ثم إلى المناطق الوسطى، وتحوّلت هذه المناطق إلى «الحاضنات» لكثير من التكنولوجيات الناشئة.

كانت لمصر تجربة مع المناطق الاقتصادية الخاصة فى عام 2002 (قانون رقم 83)، بهدف إنشاء مناطق اقتصادية تتمتع بقدر كبير من الاستقلالية والتحرُّر من البيروقراطية. وكان الهدف أن يمنح المصدّرون بالمناطق الاقتصادية الخاصة شهادات مصرية بمنشأ منتجاتهم يمكن استخدامها بموجب اتفاقات التجارة الدولية. ويبلغ معدل الضريبة السارية على كل الأنشطة داخل المناطق الاقتصادية الخاصة 10%، وتدار كل منطقة ذاتياً من خلال سلطة مستقلة مع منح قدر أكبر من السلطات إلى مجلس إدارة كل منطقة، وقد وقع الاختيار على منطقة شمال غرب خليج السويس، لتكون نقطة البداية، ولكنها رغماً عن البداية المبشرة لم تُفضِ إلى النتائج المرجوّة.

محور قناة السويس أمل جديد لمصر ينبغى أن نستفيد فيه من التجارب العالمية الناجحة. قولوا يا رب.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عاجل إلى المصريين محور القناة قاطرة حياة عاجل إلى المصريين محور القناة قاطرة حياة



GMT 17:17 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

ميلاد مجيد محاصر بالتطرف

GMT 17:16 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

حكومة العالم

GMT 17:15 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

هل انتهى السلام وحان عصر الحرب؟!

GMT 17:15 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

لماذا أثارت المبادرة السودانية الجدل؟

GMT 17:13 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مقتل الديموغرافيا

GMT 17:12 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

مبدأ أثير لدى ساكن البيت الأبيض

GMT 17:11 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

ماذا تبقى من ذكرى الاستقلال في ليبيا؟

GMT 17:10 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

الظاهرة الأصولية وحالة «التأقلم الماكر»

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 22:30 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:17 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 13:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:23 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

حريق كبير في بينو العكارية اللبنانية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon