انتخابات لا يريدها أحد

انتخابات لا يريدها أحد

انتخابات لا يريدها أحد

 لبنان اليوم -

انتخابات لا يريدها أحد

عريب الرنتاوي

ثلاثة أطراف معنية بالانتخابات الفلسطينية أساساً: فتح وحماس وإسرائيل... وثمة ما يشي بأن الأطراف الثلاثة لا تريد للانتخابات أن تجري، رئاسية كانت أم تشريعية، إن هي لم تضمن نتائجها مسبقاً، وعلى نحو قطعي... فكيف ذلك؟
 
فتح، أو بالأحرى الرئيس عباس، هو من تعهد الدعوة لإجراء الانتخابات العامة، وهو اقتصرها على التشريعية، مع وعد بالرئاسية، وتأجيل لانتخابات المجلس الوطني ... لكن موقفه من شروط فصائل غزة ومطالبها، تكشف عن قدرٍ من "اللاجدية" في الدعوة والفكرة ... هم يريدونها انتخابات مفصلة على مقياسهم... لا أدري لماذا الفصل بين "تشريعية" و"رئاسية"، ولا أعرف سر المماطلة في إعادة تشكيل المجلس الوطني الفلسطيني ديمقراطياً، بعد شوهت "شرعتيه" و"شاخت" ... لا أدري لماذا اشتراط القبول بالانتخابات وصدورها في مرسوم رئاسي، قبل الدخول في حوار وطني، ولا أدري ما هي قيمة أي حوار وطني، بعد أن يكون الأمر قد قُضي.
 
حماس بدورها، ليست بريئة من المسؤولية عن تعطيل الاستحقاق المنتظر من أزيد من عقد من الزمان ... هي تأنس لبقاء الوضع الحالي، وتأبيد سيطرتها على قطاع غزة، والاحتفاظ بما لديها، ومزاحمة فتح على ما لدى فتح: الضفة والمنظمة ... تكتيكها انتزاع ما يمكن انتزاعه من تنازلات من فتح والسلطة، قبل الانتخابات أولاً، ومن أجل القبول بها، وبعد الاتفاق عليها ثانياً، من أجل ضمان حصة أكبر في النظام السياسي الفلسطيني، بأقل قدر من التنازلات... من يمنع الفلسطينيين من الاحتفال بذكرى استشهاد زعميهم ومؤسس حركتهم الوطنية المعاصرة، لا يمكن أن يكون "وحدوياً وطنياً".
 
إسرائيل، صاحبة القول الفصل واليد العليا ... هي لا تريد الانتخابات، اللهم إلا إذا كانت في الضفة الغربية وحدها، ومن دون القدس، ويفضل من دون غزة، والأفضل من دون حماس ... انتخابات على هذه الصورة والشاكلة، تكفل لإسرائيل بقاء الانقسام، وإبقاء السلطة في حالة "المطعون في شرعيتها" ... سيناريو انتخابات 2006 بالنسبة لإسرائيل، غير مقبول وغير مرحب به، وهي ستعمل ما بوسعها، وبوسعها الكثير، من أجل تعطيل الاستحقاق: بدءاً بمنع إجرائها في القدس، مروراً باعتقال المرشحين غير المرغوب بهم، وانتهاء بتعطل كافة الخطوات اللوجستية والإجرائية "العملانية" التي تسبق الاستحقاق وترافقه وتعقبه.
 
ثلاث ملاحظات لا بد منهما:
الأولى؛ على فتح إن هي أرادت أن تسترد إرثها التاريخي كقائدة للحركة الوطنية الفلسطينية أن تدفع باتجاه إعادة تجديد الشرعيات الفلسطينية، وأن تحرص على إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية و"مجلس وطني" متزامنة ... فتح اليوم، تذكرنا بأحزاب السلطة في مصر وتونس واليمن عشية ثورات الربيع العربي، وقد يداهمها الربيع الفلسطيني وهي على غير استعداد، وإن بعد، وساعتئذ، ستندم حيث لا ينفع الندم.
 
والثانية؛ على الرئيس محمود عباس، أن يعلن اليوم، قبل غدٍ، عن امتناعه عن الترشح لولاية رئاسية جديدة، أقله لأسباب تتعلق بطول مدة رئاسته الحالية وتقدمه في السن وحالته الصحية ... "سيناريو بورقيبة" لا يجب أن يتكرر في فلسطين ... تلكم مسألة مهمة، وعليه أن يرعى ترشيح قيادي فلسطيني جديد لهذا المنصب، قبل فوات الأوان، وقبل أن تندلع "حرب الخلافة والوراثة".
والثالثة: على حماس أن تجيد قراءة دروس تجربة الإسلام السياسي بأجنحته المختلفة، إخواني، سلفي وشيعي، (تونس، العراق، تركيا وغيرها) وأن تدرك أنها لن تستطيع معاندة اتجاه حركة التاريخ التي لا تجري وفقاً لما تشتهيه سفن الإسلام السياسي، وأن تقرر منذ الآن، بأنها لن تكون عبئاً على شعبها، وسبباً إضافياً في شقائه.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انتخابات لا يريدها أحد انتخابات لا يريدها أحد



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 22:30 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:17 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 13:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:23 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

حريق كبير في بينو العكارية اللبنانية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon