بمناسبة الحكم على البشير

بمناسبة الحكم على البشير

بمناسبة الحكم على البشير

 لبنان اليوم -

بمناسبة الحكم على البشير

بقلم : عريب الرنتاوي
  اختلفت مصائر الحكام العرب الذين أطاحت ثورات الربيع العربي وانتفاضاته، في موجتيه الأولى والثانية، أحدهم لقي مصرعه من فوره «القذافي»، وثانيهم قُتل بعد حين (صالح)، ثالثهم هرب إلى منفاه (ابن علي)، ورابعهم آثر المحاكمة والسجن طوعياً (مبارك)، وخامسهم لا نعرف ما إذا كان اختار المحكمة والسجن طواعية أم أن وقت الهرب قد فاته (البشير)، سادسهم وقد بلغ به الكبر عتياً، ذهب من فوره إلى مأواه، إلى منزله (بوتفليقة) تاركاً شقيقه وأعوانه يواجهون خيار المحاكمة والسجن بتهم الفساد والافساد ... أما في لبنان والعراق، فالملف ما زال مفتوحاً، والثورات الشبابية والشعبية، لم تضع أوزارها بعد. ما يهمنا في هذا المقام (المقال)، هو كيفية محاكمة الرؤساء الذين وقعوا في قبضة المحاكم والقضاء ... البشير حصل على حكم مُخفف لسنتين، وقبله قضى مبارك سنوات قلائل بين سجن ومحاكمة في قضايا متعددة، كلا الرجلين حكم بلاده لثلاثين، وبدل محاكمتهما سياسياً على ما أفضت إليه تلك السنوات الطوال من خراب ودمار، جرت محاكمتهما على قضايا مالية ثانوية تتعلق بالإثراء الحرام (غير المشروع)، أو سوء استخدام السلطة. كنا نرغب في رؤية محاكمة شاملة لعهديهما الطويلين في الحكم ... حيث انقسم السودان وفقد جنوبه في ظل حكم البشير و»حكم الشريعة»، واندلعت جملة من الحروب الأهلية المتنقلة بين ولاياته، وقضى عشرات ألوف السودانيين نحبهم في هذه المعارك والحروب، وأنفقت مليارات الدولارات لتمويلها و»إدامة الفشل» وإشاعة الفساد... كنا نأمل أن يحاكم الرجل وأعوانه على ما قارفوه من مواقف وسياسات وممارسات، لا أن تقتصر المحكمة على اختلاف مبلغ أو مد اليد لجهة خارجية طلباً لعون مالي، احتفظ به لنفسه ... هذه حكاية مضحكة لفرط سخافتها، لائحة الاتهام كان يتعين أن تتضمن عناوين أخرى. الحال ذاته، ينطبق على محاكمات مبارك في قضايا القصور الرئاسية وغيرها ... رجل حكم مصر لثلاثة عقود، كانت كافية لتحجيم دورها وإضعاف مكانتها ... رجل أفسح المجال لدول عربية هامشية، أن تتقدم الصفوف على مصر، الزعامة التاريخية للعالم العربي ... رجل ألحق الضرر بملايين الفقراء والمحرومين من أبناء مصر وبناتها ... حول هذه السياسات والممارسات، كان يتعين محاكمة الرئيس مبارك، وليس على اتهامات بالسمسرة والتلاعب بمبالغ مالية «صغيرة مهما كبر حجمها». الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، كان أوفر حظاً من نظيريه المصري والسوداني ...  فقد خرج من الحكم بصفقة «خليجية»، مكنته من الاحتفاظ بثروته التي جمعها طيلة ثلث قرن من الحكم، ووفرت له الحصانة والحمائية اللتين يحتاجهما، لكن إصرار الرجل على الوجود في قلب المشهد السياسي، هو ما سيقوده لاحقاً لملاقاة حتفه، بعد أن قرر «خيانة» حليفه الحوثي، والقيام بدور «حصان طروادة» لإدخال التحالف العربي إلى قلب صنعاء. بوتفليقة يبدو أكثر هؤلاء الزعماء حظاً وحظوة ... لقد غادر قصره إلى منزله، لا أحد يلاحقه أو يطارده سياسياً أو قضائياً ... حملة تطهير البلاد من الفساد والفاسدين تطال أعوانه وعائلته، وليس هو شخصياً، مع أن كل من يقبع اليوم في السجن من هؤلاء الفاسدين والمفسدين، ما كان له أن يفعل ما فعل، من دون حماية و»صرف نظر» من قبل الرئيس نفسه. خلاصة القول، إن الاتهامات الجنائية التي وجهت لقادة عرب معزولين، على أهميتها، ما كان يجب أن تحجب «الاتهامات السياسية» الجوهرية التي كان يتعين مواجهتهم بها ... محاكمتهم السياسية كان يتعين أن تكون محاكمة لحقبة سياسية كاملة، ولمسار سياسي – اقتصادي – اجتماعي مكلف.
lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بمناسبة الحكم على البشير بمناسبة الحكم على البشير



GMT 00:53 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

فخامة الرئيس يكذّب فخامة الرئيس

GMT 21:01 2020 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

بايدن والسياسة الخارجية

GMT 17:00 2020 الخميس ,17 كانون الأول / ديسمبر

أخبار عن الكويت ولبنان وسورية وفلسطين

GMT 22:48 2020 الثلاثاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

عن أي استقلال وجّه رئيس الجمهورية رسالته؟!!

GMT 18:47 2020 الأربعاء ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب عدو نفسه

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 17:52 2025 الخميس ,25 كانون الأول / ديسمبر

دواء جديد يوقف تطور مرض ألزهايمر في مراحله المبكرة
 لبنان اليوم - دواء جديد يوقف تطور مرض ألزهايمر في مراحله المبكرة

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 22:30 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:17 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 13:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:23 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

حريق كبير في بينو العكارية اللبنانية

GMT 13:08 2019 الإثنين ,04 شباط / فبراير

أمير منطقة الرياض يرأس جلسة مجلس المنطقة

GMT 02:47 2020 الإثنين ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرفي على طريقة إعداد وتحضير حلى التوفي البارد

GMT 11:29 2012 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

ضرائب متراكمة على النجمة باميلا أندرسون

GMT 13:54 2018 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

المحرق ينظم مهرجانه الخامس عشر بمناسبة الأعياد
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon