إيران وإنذار من سبعة أميركيين كبار

إيران وإنذار من سبعة أميركيين كبار

إيران وإنذار من سبعة أميركيين كبار

 لبنان اليوم -

إيران وإنذار من سبعة أميركيين كبار

بقلم : إميل أمين

هل باتت «دبلوماسية التخويف» هي الحل الوحيد في الربع ساعة الأخير لإجبار إيران على تغيير مسارها، وتعديل بوصلة تجاوبها في مفاوضات فيينا، التي ستشهد جولة ثامنة من المفاوضات مع بدايات الأسبوع المقبل؟
الطرح المشار إليه حمله ما يمكن أن نطلق عليه بيان أو إنذار وقعه سبعة من كبار المسؤولين العسكريين والمدنيين الأميركيين الثقات، أشاروا فيه إلى أنهم قدموا تقييماً للمفاوضات النووية مع إيران، وحذروا من أن طهران تتحرك بنشاط نحو القدرة على الحصول على الأسلحة النووية.
الخبراء رفيعو المستوى طالبوا إدارة الرئيس بايدن بإظهار نيات العمل العسكري، كأداة ردع لطهران، التي تجاوزت التخصيب من 3.67 كما كان مقرراً في اتفاقية أوباما سيئة السمعة عام 2015، وصولاً إلى 20 في المائة، ثم الإعلان عن حيازة نحو 25 كيلو غراماً من اليوارنيوم المخصب 60 في المائة، ما يعني أن بلوغ عتبة الـ90 في المائة تخصيباً على الأبواب، وهذا يعني امتلاك القنبلة النووية الإيرانية بامتياز.
يشهد رافائيل غروسي المدير العام للرابطة الدولية للطاقة الذرية، بأن التخصيب إلى تلك النسب ليس له أي غرض مبرر، وعليه يرى هؤلاء السبعة أن إيران لا تسعى للحصول على قدرات نووية سلمية، بل تسعى لتطوير قدرات للحصول على أسلحة نووية.
الموقعون على الإنذار أسماء لها ثقلها في السماوات الأميركية، رجالات من عينة ليون بانيتا وزير الدفاع ومدير الاستخبارات الخارجية الأسبق، وديفيد باتريوس الجنرال الشهير ومدير الاستخبارات المركزية الأسبق، عطفاً على روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ودنيس روس الدبلوماسي الأشهر في العقدين الأخيرين.
ما السر الذي أدركه هؤلاء وقادهم إلى فكرة الإنذار العملي وليس النظري، إن جاز التعبير؟
باختصار غير مخلٍ، لقد أدرك السبعة الكبار أن إيران لن تقيم وزناً لقرارات الإدانة في المحافل الدولية، كما أن مسألة العقوبات الاقتصادية لم تعد تردع الإيرانيين، ولهذا يبدو الأمل الأخير في إقناع الإيرانيين بخطورة ما هم ماضون فيه، متمثلاً في رسم صورة العواقب الوخيمة التي ستحل بها إذا بقيت سائرة على درب مسارها الحالي.
عزز هذا الإدراك تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي جاك ساليفان، الذي وصف الجولة الأخيرة من المفاوضات في فيينا بأنها: «كانت أفضل مما كان يمكن أن تكون عليه، وأسوأ مما كان ينبغي أن تكون».
يعن للمرء أن يتساءل مخلصاً التساؤل والبحث عن الجواب: «إذا كان التفاوض على جدول الأعمال قد استغرق كل هذا الوقت الطويل، فكم من الوقت سيستغرق حل القضايا المدرجة على جدول الأعمال؟».
التساؤل السابق هو جوهر التلاعب الإيراني بالمفاوضات والمفاوضين، فإيران في حقيقة الأمر لا تريد اتفاقاً، وإنما تسعى إلى أكبر قدر من تسويف الوقت، تكون فيه قد انتهت إلى مرادها، أي أنها مفاوضات جوفاء من غير هدف نهائي أو رؤية واقعية.
لا يعني إنذار السبعة الكبار أنه على إدارة بادين التهديد بتغيير النظام، ولا الانطلاق من أي رؤية عدائية ضد الشعب الإيراني، بل إنهم يحثون حكومة الولايات المتحدة على تقديم الدعم الإنساني، بما في ذلك لقاحات «كورونا» والمساعدات الطبية الأخرى.
الجمعة الماضي كان مسؤول كبير في إدارة بايدن يقطع بأن إيران أصبحت قريبة جداً من حيازة سلاح نووي، وبصورة تنذر بالخطر، ما يعني أن نافذة الحلول السلمية تضيق لصالح العمل العسكري.
في هذا السياق يتطلع أصحاب الإنذار إلى حمل رسالة للملالي عبر تدريبات عسكرية رفيعة المستوى من قبل القيادة المركزية الأميركية، ومن المحتمل أن تكون بالتنسيق مع الحلفاء والشركاء، التي تحاكي ما يمكن أن يكون انخراطاً في عملية عسكرية، بما في ذلك التمرين على شن هجمات جو - أرض، على الأهداف المحصنة وسحق بطاريات الصواريخ الإيرانية.
وربما يتعين على واشنطن كذلك أن تظهر للإيرانيين التزامها الشامل والكامل بتزويد الحلفاء والشركاء المحليين، وكذلك المنشآت والأصول الأميركية في المنطقة بقدرات دفاعية معززة لمواجهة أي إجراءات انتقامية قد تختار إيران القيام بها.
وعلى وزارة الدفاع الأميركية، وبأسرع وقت ممكن، الوفاء بتعهداتها بالرد بقوة على الاعتداءات الإيرانية الأخرى مثل الهجوم بالطائرات المسيّرة، وإعاقة الملاحة البحرية في مياه الخليج العربي، واختطاف السفن والبحارة.
هل تكفي هذه الإجراءات لدفع إيران في طريق مغاير؟
الحقيقة التي يدركها السبع الكبار، هي أن الميزانية المقبلة لإيران تفترض عدم التوصل إلى اتفاق نووي، والعهدة على باتريك كلاوسون مدير الأبحاث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، فالأرقام الواردة في الميزانية المالية 2022 - 2023 المقدمة للبرلمان، تفترض أن المحادثات الإيرانية لن تؤتي ثمارها في فيينا، وأن البلاد لن تحقق نجاحاً أكبر ما حققته على صعيد التهرب من العقوبات الأميركية.
إيران في الموازنة الجديدة ضاعفت من مخصصات الحرس الثوري، ما يعني المزيد من تطوير الصواريخ الباليستية وأجيال جديدة من المسيّرات، ودفع الوكلاء للتحرك.
أهو إنذار القارعة لا الردع إذن؟

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إيران وإنذار من سبعة أميركيين كبار إيران وإنذار من سبعة أميركيين كبار



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 18:23 2025 الخميس ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا سبورتاج 2026 تحصد لقب "أفضل اختيار للسلامة بلاس" لعام 2025

GMT 00:03 2021 الأربعاء ,17 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 18:04 2023 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

اتيكيت مقابلة أهل العريس

GMT 19:07 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

عبير صبري تؤكد إلى أحمد مالك الأخلاق مش بتنفصل عن الفن

GMT 05:24 2013 الإثنين ,20 أيار / مايو

الجماعات الإسلامية" تشن حملة لتشوية الإعلام"

GMT 12:06 2023 الأربعاء ,20 كانون الأول / ديسمبر

فيلم «شماريخ» يتصدر شباك التذاكر بـ14 مليوناً و521 ألف جنيه

GMT 12:12 2020 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة وواشنطن تدعمان عائلات متضرري انفجار مرفأ بيروت

GMT 15:19 2020 الخميس ,29 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل فريدة ومميزة في مجموعة «كروز 2021»

GMT 15:37 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

برج القرد..ذكي واجتماعي ويملك حس النكتة

GMT 00:19 2021 الإثنين ,18 كانون الثاني / يناير

فوائد حب الرشاد للشعر وطرق تحضير خلطات منه

GMT 18:56 2022 الإثنين ,03 كانون الثاني / يناير

متزلجو لبنان يستعدون لأولمبياد الصين الشتوي

GMT 06:49 2017 الجمعة ,13 كانون الثاني / يناير

تعرف علي توقعات درجات الحرارة المتوقعة في مصر الخميس
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon