لعنة الـ«أون لاين»

لعنة الـ«أون لاين»

لعنة الـ«أون لاين»

 لبنان اليوم -

لعنة الـ«أون لاين»

أمينة خيري
بقلم : أمينة خيري

 

علّمونا زمان أن للاتصال الهاتفى قواعد وأصولًا. أتحدث هنا عن الهاتف الأرضى، وذلك فى زمن ما قبل الهاتف المحمول الذى يطارد أينما كنت. فى الشتاء، لا يصح الاتصال بأحد بعد التاسعة مساءً، وتمتد الفترة للعاشرة صيفًا. كما لا ينبغى بأى حال من الأحوال الاتصال فى فترة الظهيرة، إلا لو كان هناك أمر طارئ عاجل ذو طابع كارثى أو مصائبى. كما أن علينا اتباع قواعد الذوق فى المكالمة.

حيث من يبادر بالاتصال يبدأ بتحية «صباح الخير» أو «مساء الخير»، وإن لم يكن معروفًا لدى المتصل به، فهو يعرّف نفسه، وعليه أن يجعل المكالمة قصيرة قدر الإمكان. وإن اتصلت بأحدهم ولم يرد، فعليك أن تنتظر ساعة أو ساعتين قبل أن تعاود الاتصال به، فقد يكون منشغلًا أو نائمًا أو متعبًا.. وانتظروا هذه المفاجأة، قد لا يكون فى حالة مزاجية تسمح له بالرد.. بالعربى «ربما مش عايز يرد!».

تذكرت هذه القواعد التى تبخرت فى هواء الحداثة المجتمعية، والتطور السلوكى، وفتح قواعد الذوق والأخلاق على مصراعيها، وخلع الأبواب تمامًا وإلقائها فى قاع المحيط. فوجئت بصديقة قبل أيام تبكى بكاءً مريرًا.. لماذا؟ لأنها ترسل رسائل لزوجة ابنها على «واتس آب»، وزوجة الابن لا ترد إلا بعد ساعات. حاولت أن أهدئ من روعها، فربما زوجة الابن منشغلة أو فى العمل أو فى المطبخ أو نائمة.

وقبل أن أصل لجزئية «يمكن مالهاش مزاج ترد»، قالت لى صديقتى: «أنا شايفاها أون لاين»!. هنا ألقيت قنبلتى وأخبرتها بأن كون الشخص «أون لاين» لا يعنى أبدًا أنه مضطر ومجبر على أن يرد فى التو واللحظة.. بالطبع تجاهل الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء عمدًا ليس مقبولًا، ولكن من حقى كمواطن أن أرد وقتما أشاء، أو أننى فى حالة نفسية ومزاجية تسمح بالرد.. لكن لعنة الـ«أون لاين» وما يتصل به من مظاهر حياة على الأثير جعلت البعض منا؛ أقصد الفئة المحدودة المتمسكة بذوقيات الاتصال، جعلت الناس فى مرمى الـ«أون لاين».

سمعت مرارًا وتكرارًا عبارات لوامة من أصدقاء وأقارب: «أرسلت لك رسالة ولم تردى إلا بعد ساعتين، رغم أنكِ علقتِ عند فلان على (فيسبوك)». «اتصلت بك وأعلم أن الوقت كان متأخرًا، ولكنك كنت أون لاين (ولم تردى)»، وقوائم اللوم طويلة.. والحقيقة أننى فى مثل هذه الأحوال لا أخفى غضبى ولا أموه عقيدة وقواعد الاتصال.. فإذا كان الاتصال حرية مطلقة غير مقيدة لدى البعض، فإن الرد على الاتصال من عدمه حقٌ من حقوق الإنسان، إلا فى حالات معينة تفرضها طبيعة وظائف مثل الطبيب مثلًا.

أخيرًا وليس آخرًا، لعنة «الإنبوكس» و«الخاص».. إلخ، ليست مجرد قلة ذوق أو انعدام لياقة، ولكنها تعدٍّ صارخ على خصوصية الآخرين وحريتهم. ليس من حق أحد اقتحام «الخاص» إلا لو كان برضا الطرفين وبموافقة مسبقة.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لعنة الـ«أون لاين» لعنة الـ«أون لاين»



GMT 19:57 2025 الخميس ,20 شباط / فبراير

من «الست» إلى «بوب ديلان» كيف نروى الحكاية؟

GMT 08:38 2025 الأحد ,09 شباط / فبراير

اختلاف الدرجة لا النوع

GMT 19:29 2025 الأربعاء ,05 شباط / فبراير

الكتب الأكثر مبيعًا

GMT 11:46 2025 الأحد ,26 كانون الثاني / يناير

الرئيس السيسى والتعليم!

GMT 19:13 2025 الثلاثاء ,21 كانون الثاني / يناير

أصالة ودريد فى «جوى أورد»!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 09:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 06:50 2016 الجمعة ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال نيوزيلندا العنيف يتسبب في تحريك جزر رئيسية

GMT 22:25 2019 الثلاثاء ,16 إبريل / نيسان

3مستحضرات فقط تخفي علامات تعب وجهك نهائيا

GMT 18:35 2019 الخميس ,18 تموز / يوليو

5 أسرار لتطبيق المكياج من أجمل نساء بريطانيا

GMT 16:57 2019 الإثنين ,17 حزيران / يونيو

"موريشيوس" ملاذ رومانسي ساحر لقضاء شهر العسل

GMT 13:05 2012 الإثنين ,03 كانون الأول / ديسمبر

إضراب في مطار شرم الشيخ يتسبب في إغلاق جزئي أمام السياح

GMT 04:44 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

لاكوتريبيس يعلن اكتشاف حقل غاز على سواحل قبرص

GMT 18:00 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إتيكيت دفع فاتورة حساب المطعم

GMT 10:31 2013 الجمعة ,23 آب / أغسطس

نظافة المدرسة من نظافة الطلاب والمدرسين

GMT 07:27 2014 الثلاثاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جائزة لـ«فقه العمران»

GMT 21:14 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

تعرف علي توقعات أحوال الطقس في لبنان الاربعاء

GMT 18:27 2021 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

انفجار في مدينة بنش في ريف إدلب السورية

GMT 00:31 2021 السبت ,13 آذار/ مارس

تخفيض سعر تعرفة فحص الـPCR الى 100 الف ل.ل!
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon