ملك صافح كل المصريين

ملك صافح كل المصريين

ملك صافح كل المصريين

 لبنان اليوم -

ملك صافح كل المصريين

بقلم : طارق الحميد

أثمرت زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر٬ توقيع 17 اتفاقية اقتصادية٬ من ضمنها ترسيم للحدود٬ وبناء جسر تاريخي يربط بين البلدين٬ إلا أن العنوان الأبرز لهذه الزيارة٬ هو أن الملك سلمان يعد أول ملك سعودي يصافح كل المصريين.

زيارة الملك سلمان لمصر لم تكن لإرضاء مؤسسة٬ أو حزب٬ أو آيديولوجيا٬ بل كانت مصافحة تاريخية لكل مصر. ففي هذه الزيارة التاريخية كان العاهل السعودي أول ملك يزور الجامع الأزهر٬ وذلك وفقا لبيان صادر من الأزهر نفسه٬ وأعلن فيه عن وضع حجر الأساس لمدينة تمولها السعودية للطلبة الوافدين من الدول الأجنبية للدراسة بجامعة الأزهر. والأمر لا يقف عند هذا الحد٬ فالحدث التاريخي الأبرز هو أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان قد استقبل البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية٬ وللمرة الأولى٬ وكأول ملك سعودي٬ وذاك بحسب البيان الصادر باسم المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. وذلك يقول لنا إن زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر لم تكن زيارة اقتصادية٬ أو تحالفا وفق منظور ضيق٬ بل هي زيارة دولة٬ ومن الباب الكبير٬ وهو باب العمق الاستراتيجي٬ بين السعودية ومصر.

المسألة ليست مسألة ترسيم حدود٬ أو مراعاة لمؤسسات٬ وشخوص٬ أو انتهازا لفرص آنية٬ وإنما هي نتاج رؤية سياسية عميقة٬ حيث بادر الملك السعودي٬ وخادم الحرمين الشريفين٬ لمصافحة كل مصري٬ لتوثيق العلاقة السعودية مع كل المكونات المصرية٬ إسلامية وقبطية٬ فمصر هي رمز للعروبة٬ وليست رمزا لحزب٬ أو آيديولوجيا٬ ولا تنبع قيمتها من خلال مؤسسة محددة٬ وإنما بكل العمق المصري٬ وهو ما يسقط كل النظريات التآمرية التي تستهدف البلدين٬ حيث كان يقال تارة إن السعودية تميل إلى مبارك٬ وحسب٬ وهو ما كان يردده الجاهلون بالوفاء. أو القول: إن السعودية تدعم الإخوان المسلمين٬ وهو ما كان يردده الجاهلون بكرم الضيافة السعودية٬ ويقال مرة أخرى إن السعوديين يدعمون السلفيين٬ وهو ما يردده الجاهلون بأن السعودية دولة٬ وليست حزبا ضيق الأفق.

زيارة الملك سلمان لمصر عنوانها العريض هو أن الملك صافح كل مصري٬ وأعلن رسميا أن مصر هي عمق السعودية التي تمثل العمق المصري٬ وأرسل رسالة للجميع٬ إقليميا٬ ودوليا٬ بأن السعودية ومصر عمق استراتيجي٬ لجسر العروبة الحقيقي٬ وأن السعودية ومصر ماضيتان بترسيخ هذا العمق٬ ورعايته٬ وحمايته٬ وقد كتبت هنا سابقا٬ في ٬2013 وتحت عنوان «بل مصر للسعودية.. بريطانيا لأميركا»٬ ومنذ عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه٬ مرورا بكل ملوك السعودية٬ وحتى عهد الملك سلمان٬ فالسعودية٬ حكومة وشعبا٬ ترى أن مصر هي عمقنا٬ ونحن عمقها٬ ولذلك فإن أبرز عنوان لزيارة الملك سلمان٬ المحب لمصر فعليا٬ هي أنها صافحت كل مصري٬ وأيا كانت ديانته٬ أو توجهاته٬ وفكره٬ وهذه هي الخطوة الأمضى٬ والأنجع٬ للحفاظ على علاقة السعودية ومصر٬ وحماية للمنطقة٬ والعروبة٬ وقبلها سمعة إسلامنا الداعي للتسامح.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملك صافح كل المصريين ملك صافح كل المصريين



GMT 17:41 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

على ساسة لبنان الحذر

GMT 19:54 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إيران باتت تدافع عن نفسها

GMT 07:17 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

تصحيح... أم مزيد من الفوضى؟

GMT 22:58 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

نتنياهو يغير «حزب الله»

GMT 23:01 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

هل تتوسع الحرب على لبنان؟

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 18:08 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 لبنان اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 17:24 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح
 لبنان اليوم - الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 22:30 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:17 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 13:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:23 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

حريق كبير في بينو العكارية اللبنانية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon