السعودية المخطط واضح

السعودية.. المخطط واضح

السعودية.. المخطط واضح

 لبنان اليوم -

السعودية المخطط واضح

طارق الحميد

منذ العملية الإرهابية الأولى التي استهدفت دور عبادة للطائفة الشيعية في السعودية، والتي كانت في الدالوة، كان من الواضح أن هناك مخططًا يستهدف المملكة العربية السعودية، ووحدتها، واستقرارها. اليوم، وبعد العمليتين الإرهابيتين اللتين وقعت إحداهما بمسجد القديح، وراح ضحيتها «شهداء» ومصابون، والعملية الأخرى الفاشلة، والحمد لله، بمسجد العنود في الدمام، والتي خلفت «شهداء» أيضًا، ومصابين، لكن تم تفادي ضررها الأكبر وهو تفجير المسجد. بعد هاتين العمليتين أصدر تنظيم داعش بيانًا شديد الخطورة، وينم عن عقلية إجرامية تظهر مدى استهداف التنظيم، ومن يقف خلفه، بطرق مختلفة، للسعودية بأمنها واستقرارها، ووحدتها، التي هي أهم مشروع وحدوي بتاريخ منطقتنا البعيد، والقريب.

بيان «داعش» الإجرامي، الذي نقلته وكالة «رويترز» عن مركز «سايت» المتخصص بمتابعة المواقع الأصولية على الإنترنت، يعلن أن «داعش» تنوي استهداف الشيعة في شبه الجزيرة العربية! حسنًا، هل يذكرنا هذا بشيء؟ نعم، هذا البيان الإجرامي يذكرنا بأواخر تسعينات القرن الماضي، لحظة تكوين «القاعدة» التي اتخذت حينها شعارًا مضللاً، وهو «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب»، ورسخت، أي «القاعدة»، حينها، ذاك الشعار كفكرة محورية وجدت دعمًا إعلاميا وقتها، وكان ذلك على خلفية القواعد العسكرية التي انتقلت من السعودية حينها إلى مناطق أخرى، وبعدها صمتت «القاعدة» عن ترديد شعار «أخرجوا المشركين من جزيرة العرب»، وباقي القصة معروف!

وعليه، بيان «داعش» الإجرامي هذا لا يعني إلا أمرًا واحدًا وهو أن هناك مخططًا معدًا سلفًا لإشعال النزاع المذهبي في السعودية، وإدخال البلد في حالة فوضى، كما يحدث حولنا بالمنطقة، وهذا مخطط يخدم أطرافا عدة، مما يوجب الحذر جيدًا، وعلى كل المستويات، خصوصًا أن السعودية في مواجهة مفتوحة مع أشرار المنطقة، أنظمة وميليشيات. وأولى خطوات الحذر هي ضرورة الحزم تجاه التحريض المذهبي، وتنقيح الخطاب الإعلامي، وعدم التساهل مع المتلونين الذين يحرضون وقت الرخاء، ويستنكرون وقت الشدة.

تجربة السعودية بمحاربة إرهاب «القاعدة» تفرض أن يكون الداخل محصنًا الآن بالوعي أكثر من أي وقت مضى، فلا يمكن أن يخدع البعض مجددًا بالخطابات التحريضية، والأفكار الشيطانية التي يراد منها المساس بوحدة الوطن. المطلوب الآن هو التصدي لمثيري الفتنة، بأنظمة وقوانين، بعضها يجب أن يفعل، وبشكل حاسم، وأن يكون ذلك من خلال فعل، وليس ردود فعل، فما يحاك ضد السعودية هو مخطط فتنة، وشر واضح.

ومن الضروري أن نذكر، ونتذكر، إعلاميًا، وتعليميًا، ودينيًا، أن الإرهاب الغادر الذي طال أبناء الطائفة الشيعية في السعودية هو نفس الإرهاب الذي طال كل المكونات السعودية، ومنذ أواخر التسعينات، وحتى قبل شهر باستهداف رجال الأمن من قبل خلايا «داعش»، وبالتالي فإن الإرهاب واحد، ويجب ألا يخدعنا مرتين، خصوصًا أن المخطط واضح، والمستهدف الأساسي هو وحدة السعودية.

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

السعودية المخطط واضح السعودية المخطط واضح



GMT 18:40 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

أسقط الركن الثالث

GMT 18:39 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

بين القوانين والإعلانات والأخلاق

GMT 18:38 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

عام «سَوْقَنَة» القضايا

GMT 18:37 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

البراغماتية الإيرانية في انتظار الاختبار الصعب

GMT 18:18 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

2026... عام التوضيحات؟

GMT 18:14 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

العراق ما بين تاريخين

GMT 18:13 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

يحمل اسم زويل

GMT 18:12 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

هند رستم.. الأنوثة قبل الإغراء دائمًا!

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم

GMT 18:08 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة
 لبنان اليوم - نتنياهو يعلن اعتراف إسرائيل بأرض الصومال دولة مستقلة

GMT 17:24 2025 الجمعة ,26 كانون الأول / ديسمبر

الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح
 لبنان اليوم - الجيش اللبناني يستعد للمرحلة الثانية من حصر السلاح

GMT 12:50 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الثور الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 11:49 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

من المستحسن أن تحرص على تنفيذ مخطّطاتك

GMT 22:30 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 22:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج القوس الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:17 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

كن قوي العزيمة ولا تضعف أمام المغريات

GMT 13:08 2020 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأحد 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 21:05 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تطرأ مسؤوليات ملحّة ومهمّة تسلّط الأضواء على مهارتك

GMT 05:03 2022 الأربعاء ,06 تموز / يوليو

أفكار بسيطة في الديكور لجلسات خارجية جذّابة

GMT 19:23 2021 الجمعة ,16 تموز / يوليو

حريق كبير في بينو العكارية اللبنانية
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon