جزار سربرنيتسا وأساتذته اللبنانيون

جزار سربرنيتسا وأساتذته اللبنانيون!

جزار سربرنيتسا وأساتذته اللبنانيون!

 لبنان اليوم -

جزار سربرنيتسا وأساتذته اللبنانيون

بقلم:أسامة غريب

تحل هذا العام الذكرى الثلاثون لمجزرة سربرنيتسا التى اعترفت الأمم المتحدة بها كجريمة إبادة جماعية ارتكبها الصرب بحق المدنيين المسلمين من سكان البلدة. فى ذلك الوقت كانت المعارك مستعرة بين مكونات الدولة اليوغوسلافية التى انفرطت، وأوغل الصرب فى جرائم التطهير العرقى ضد المسلمين فى الحرب التى استمرت من ١٩٩٢ إلى ١٩٩٥. فى ذلك الوقت اضطر عشرات الآلاف من السكان إلى الفرار نحو سربرنيتسا التى أعلنتها الأمم المتحدة «منطقة آمنة»، وقد تم هذا الإعلان بعد تسليم المواطنين أسلحتهم فى ظل ضمان المنظمة الدولية لأمنهم وسلامتهم. لكن فى ١١ يوليو ١٩٩٥ اقتحمت القوات الصربية المنطقة الآمنة وأعملت القتل فى السكان العزل. عند ذلك لجأ الآلاف إلى مجمع تابع للأمم المتحدة تديره قوات حفظ السلام الهولندية، لكن هذه القوات وقفت تتفرج على ثمانية آلاف امرأة وطفل وشاب يتم قتلهم بالبنادق والسكاكين والبلط. لم تحرك قوات الأمم المتحدة ساكناً والفتيات تُغتصب فى الشوارع بواسطة الجنود المسعورين، والنساء تُبقر بطونها والأطفال يتم إعدامهم أمام آبائهم. وأخيراً فى العام الماضى ٢٠٢٤ اعتمدت الأمم المتحدة ١١ يوليو من كل عام يوماً لإحياء ذكرى الإبادة الجماعية. اليوم بعد مرور ٣٠ سنة صار الجميع يؤمنون بأن هذه المذبحة لم تكن لتقع لولا ثقة السكان فى الضمانات الدولية وتسليمهم أمرهم للدول الكبرى وللأمم المتحدة. صار البوسنيون يبدون الندم على تسليمهم السلاح فى سربرنيتسا بناء على وعود بمنطقة آمنة، فإذا هى تتحول إلى أنهار من دم الضحايا المغدورين، فلا الأمم المتحدة تحمى أحداً ولا الدول الكبرى تحفل بالدفاع عن الذين ألقوا السلاح.

هذا هو النموذج الصربى، أما لبنان فلها تجربتها الخاصة فى صبرا وشاتيلا، وربما أن المجزرة التى نفذتها الكتائب اللبنانية عام ١٩٨٢ قد ألهمت المجرم راتكو ملاديتش وزميله رادوفان كاراديتش بتكرار التجربة التى لم يدفع مرتكبوها أى ثمن، بل إن قادة المذبحة يرأسون الآن أحزاباً لبنانية تطالب برأس المقاومة!. ولعلنا نذكر أن المبعوث الأمريكى إلى لبنان فى ذلك الوقت فيليب حبيب قد طمأن ياسر عرفات بأنه يمكنه أن يتأكد وهو يغادر بيروت مع قواته إلى أن مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ستكون آمنة فى عهدة القوى الدولية والأمم المتحدة. والتاريخ يذكر لنا أن «أبوعمار» ظل نادماً طوال عمره على أنه صدّق الوعود ولم يترك بعض السلاح فى المخيمات من أجل ردع الضباع المتعطشة للدماء.

اليوم يطلبون من حزب الله أن يلقى سلاحه فى ظل الضمانات الدولية بالحماية، وذلك على الرغم من أن اتفاق الهدنة فى نوفمبر ٢٠٢٤ يتم خرقه كل يوم من جانب إسرائيل دون أن تتمكن الحكومة اللبنانية من عمل شىء. يطلبون من المقاومة أن تلقى السلاح الذى لا يحمى الشيعة فقط، لكنه يحمى الدروز والمسيحيين من أن يصل إليهم وحوش أبو محمد الجولانى وينفذون فيهم ما فعلوه فى سوريا، ويحمى أيضاً المسلمين السنة من غدر إسرائيل.. أم تراهم يأملون فى أن يحميهم الجيش اللبنانى؟!.

 

lebanontoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزار سربرنيتسا وأساتذته اللبنانيون جزار سربرنيتسا وأساتذته اللبنانيون



GMT 14:36 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

الفساد وصل إلى الجميد !

GMT 14:35 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

المدينة العمياء

GMT 14:34 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

«الزحلاوي» توم برّاك

GMT 14:33 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

من بونداي إلى تدمر... تحدي «داعش» العابر للحدود

GMT 14:32 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

استعادة لبنان بإنهاء هيمنة السلاح وإطلاق الإصلاح!

GMT 14:30 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

ها هو التاريخ أمامك يا جبران

GMT 14:27 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

نحو عام جديد... نرفعُ الأشرعة

GMT 14:26 2025 الثلاثاء ,16 كانون الأول / ديسمبر

استراتيجية الأمن القومي الأميركي الجديدة

الرقة والأناقة ترافق العروس آروى جودة في يومها الكبير

القاهرة ـ لبنان اليوم
 لبنان اليوم - دراسة بريطانية تكشف علامات مبكرة للخرف عند الأشخاص فوق 55 عاما

GMT 14:02 2020 الثلاثاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الثور الإثنين 26 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 12:36 2020 الثلاثاء ,02 حزيران / يونيو

تعيش ظروفاً جميلة وداعمة من الزملاء

GMT 15:06 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يجعلك هذا اليوم أكثر قدرة على إتخاذ قرارات مادية مناسبة

GMT 03:58 2015 الأربعاء ,15 تموز / يوليو

مسقط وصلاله يصعدان للدوري العماني للمحترفين

GMT 21:36 2021 الأحد ,10 كانون الثاني / يناير

تنجح في عمل درسته جيداً وأخذ منك الكثير من الوقت

GMT 11:51 2022 الأربعاء ,15 حزيران / يونيو

حلف شمال الأطلسي يُعلن دعم كييف بأسلحة بعيدة المدى

GMT 23:31 2021 الثلاثاء ,16 شباط / فبراير

تتخلص هذا اليوم من الأخطار المحدقة بك

GMT 12:53 2025 الثلاثاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

الملكة رانيا وسيدات العائلة الهاشمية يجسّدن الرقيّ الهادئ

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,23 إبريل / نيسان

إليسا تتبرع بفستانين لها في مزاد خيري لصالح مصر
 
lebanontoday
<

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

lebanontoday lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday lebanontoday lebanontoday
lebanontoday
Pearl Bldg.4th floor, 4931 Pierre Gemayel Chorniche, Achrafieh, Beirut- Lebanon.
lebanon, lebanon, lebanon